استيلاء مسلم بن قريش على حلب من يد سابقو انقراض دولة بني صالح بن مرداس
و لما كانت سنة اثنتين و سبعين و أربعمائةزحف تتش بعد أن ملك دمشق إلى حلب فحاصرهاأياما و وجل أهل حلب من ولاية الترك فبعثواالى مسلم بن قريش ليملكوه ثم بدا لهم فيأمره و رجع من طريقه، و كان مقدمهم يعرفبابن الحسين العباسي و خرج ولده متصيدا فيضيعة له فأرسل له بعض أهل القلاع بنواحيحلب من التركمان، و أسره و أرسله إلى مسلمبن قريش فعاهده على تمكينه من البلد، و عادإلى أبيه فسلم البلد إلى مسلم بن قريش وملكها سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة و لحقسابق بن محمود و أخوه وثاب إلى القلعة واستنزلهما بعد أيام على الأمان و استولىعلى نواحيها. و بعث إلى السلطان ملك شاهبالفتح، و أن يضمن البلد على العادةفأجابه إلى ذلك، و صارت في ولاية مسلم بنقريش إلى أن ملكها السلطان من بعده.
استيلاء السلطان ملك شاه على حلب و ولايةآقسنقر عليها
قد تقدم لنا أن مسلم بن قريش قتله سليمانبن قطلمش كما مر في أخبار مسلم، فلما قتلهأرسل إليه ابن الحسين العباسي مقدم أهلحلب يطلب تسليمها إليه. و كان تتش أيضا قدحاصرها و ضيق عليها يطلب ملكها فوعد كلامنهما. و نمي الخبر إلى تتش فسار إلى حلب، وجاءه سليمان بن قطلمش فاقتتلا، و قتلسليمان سنة تسع و سبعين و أربعمائة و بعثبرأسه إلى ابن الحسين، فكتب أنه يشاورالسلطان ملك شاه في ذلك، فغضب تتش و حاصره،و داخله بعض أهل البلد فغدر به و أدخلهليلا فملك تتش مدينة حلب، و شفع الأميرأرتق بن أكسك من أمراء تتش في ابن الحثيثيو امتنع بالقلعة سالم بن مالك بن بدران ابنالمقلد فحاصره تتش و كان ابن الحثيثي قدكاتب السلطان ملك شاه و استدعاه لملك حلبعند ما خاف من أخيه تاج الدولة تتش، فسارإليها من أصفهان سنة تسع و أربعين وأربعمائة و مر بالموصل. ثم تسلم حران