أخذ السلطان الحلة من يد عليّ و عودهاليها
كان عليّ بن دبيس كثير العسف بالرعية والظلم لهم، و ارتفعت شكوى الرعية به إلىالسلطان مسعود سنة اثنتين و أربعين وخمسمائة فأشكاهم، و أقطع الحلّة سلاركردفسار إليها من همذان. و جمع عسكرا من بغدادو قصد الحلّة، و احتاط على أهل عليّ، وأقام بالحلّة في مماليكه و أصحابه. و رجعتعنه العساكر و لحق عليّ بن دبيسبالتقشكنجر (2) و كان في أقطاعه باللّحفمتجنيا على السلطان مسعود، فاستنجده عليّفأنجده، و سار معه إلى واسط، و سار معهماالطرنطاي صاحب واسط فانتزعوا الحلّة منسلاركرد و رجع إلى بغداد آخر اثنتين وأربعين، و استولى عليّ على الحلّة.نكبة عليّ بن دبيس
ثم انتقض على السلطان مسعود سنة أربع وأربعين و خمسمائة جماعة من الأمراء منهمالتقشكنجر و الطرنطاي و عليّ بن دبيس، وبايعوا ملك شاه ابن السلطان محمود، وساروا به إلى العراق، و راسلوا المقتفي فيالخطبة له فامتنع، و جمع العساكر و حصنبغداد و أرسل إلى السلطان مسعود بالخبرفشغل عنهم بلقاء عمّه السلطان سنجر، كانسار إليه بالريّ. و لما علم التقشكنجر بذلكنهب النهروان و قبض على عليّ بن دبيس، وهرب الطرنطاي إلى النعمانيّة. ثم وصلالسلطان مسعود إلى بغداد فرحل التقشكنجرمن النهروان و أطلق عليّ بن دبيس فسار إلىالسلطان مسعود فلقيه ببغداد و استعطفهفرضي عنه.(1) المعنى غير واضح و في الكامل ج 11 ص 105: «ومدّ علي يده في أقطاع الأمراء بالحلّة، وتصرّف فيها على وجل منه» و قد ذكر ابنالأثير هذه الحوادث سنة 540. (2) البقش كونخر: ابن الأثير ج 11 ص 122.