مسير طغرلبك الى ديار بكر
و لما انصرف طغرلبك من الموصل و ملكها وفرّ قريش عنها ثم عاود الطاعة و ذلك سنةثمان و أربعين و أربعمائة، فسار طغرلبكبعدها إلى ديار بكر و حاصر جزيرة ابن عمر. و كان ابن مروان في خدمته و هداياهمترادفة عليه في مسيره، الى الموصل و عوده. فبعث إليه بالمال مفاداة عن الجزيرة، ويذكر ما هو بصدده من الجهاد و حماية الثغرفأفرج عنه طغرلبك، و سار إلى سنجار كماذكرناه في أخبار قريش.وفاة نصير الدولة (1) بن مروان و ولايةابنه نصر
و في سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة توفينصير الدولة أحمد بن مروان الكردي صاحبديار بكر، و كان لقبه القادر باللَّه، ومات لاثنتين و خمسين سنة من ولايته. و كانقد عظم استيلاؤه، و توفّرت أمواله، و حسّنفي عمارة الثغور و ضبطها أثره (2). و كانيهادي السلطان طغرلبك بالهدايا العظيمة،و منها حبل الياقوت الّذي كان لبني بويه،اشتراه من أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار فحسنت حاله عنده وكان يناغي (3) عظماء الملوك في الترف،فيشتري الجارية بخمسمائة دينار(1) نصر الدولة بن مروان: ابن الأثير ج 10 ص 17/المختصر في اخبار البشر ج 2 ص 180. (2) الأصح أن يقول: و حسن اثره في عمارةالثغور و ضبطها. (3) بمعنى يضاهي.