استيلاء ابن جهير على آمد
قد ذكرنا مسير فخر الدولة بن جهير فيالعساكر إلى ديار بكر، ثم أمدّه السلطانسنة سبع و سبعين و أربعمائة بأرتق بن أكسك(1) في العساكر. و استنجد نصر بن مروان شرفالدولة مسلم بن قريش على أن يعطيه آمدفأنجده، و سار لمظاهرته فأقصر فخر الدولةبن جهير عن حربهم عصبة للعرب. و خالفه أرتقو سار في الترك إليهم و هزمهم، و لحق مسلمبآمد و حاصره بها فبذل المال لأرتق. و خلصمن أمره، و لحق بالرقّة و سار ابن جهير إلىميّافارقين فرجع عنه منصور بن مزيد و ابنهصدقة و من معهما من العرب. و سار فخر الدولةالمعروف بالقرم فنزل عليها، و شدّ حصارهاو نزل يوما بعض الحامية من السور، و أخلىمكانه فوقف فيه بعض العامّة، و نادى بشعارالسلطان، و اتبعه سائر الحامية بالسور. وبعثوا إلى زعيم الرؤساء ابن جهير فركبإليهم و ملك البلد. و ذلك سنة ثمان و سبعينو أربعمائة. و نصب أهل البلد بيوت النصارىالذين كانوا يستخدمون لبني مروان فيالجبايات، و انتقموا منهم، و الله أعلم.استيلاء ابن جهير على ميافارقين و جزيرةابن عمر و انقراض دولة بني مروان
كان فخر الدولة بن جهير لما بعث ابنه إلىآمد، سار هو إلى ميّافارقين، و أقام علىحصارها منذ سنة سبع و سبعين و أربعمائة وجاءه سعد الدولة كوهرايين مددا و اشتدّالحصار، و انثلم السور في بعض الأيامفنادى أهلها بشعار ملك شاه. و دخل فخر(1) أرتق بن اكسب: ابن الأثير ج 10 ص 134، أماابو الفداء فقد ذكر اسمه كما ذكره ابنخلدون. ج 2 ص 197. ابن خلدون م 27 ج 4