حروب الصفار مع الموفق
و لما ملك الصفّار خراسان من يد ابن طاهر وقبض عليه و ملك فارس من يد ابن واصل، و كانالمعتمد نهاه عن تلك، فلم ينته، صرّحالمعتمد بأنه لم يولّه، و لا فعل ما فعلبإذنه، و أحضر حاجّ خراسان و طبرستان والري، و خاطبهم بذلك فسار الصفّار الىالأهواز سنة اثنتين (2) أصحابه الذين أسروابخراسان، فأبى إلّا العزم على الوصول إلىالخليفة و لقائه، و بعث حاجبه درهما يطلبولاية طبرستان و خراسان و جرجان و الريّ وجارس (3) و الشرطة ببغداد، فولّاه المعتمدذلك كله مضافا إلى سجستان و كرمان. و أعادحاجبه بذلك، و معه عمرو بن سيما فكتب يقول:لا بدّ من الحضور بباب المعتمد، و ارتحل منعسكر مكرم جائيا. و خرج أبو الساج منالأهواز لتلقّيه لدخول الأهواز فيأعماله، فأكرمه و وصله. و سار إلى بغداد ونهض المعتمد من بغداد فعسكربالزعفرانيّة، و وافاه مسرور البلخيّ منمكانه من مواجهة الزنج، و جاء يعقوب إلىواسط فملكها، ثم سار منها إلى ديرالعاقول، و بعث المعتمد أخاه الموفّقلمحاربته و على ميمنته موسى بن بغا، و علىميسرته موسى البلخيّ، فقاتله منتصف رجب وانهزمت ميسرة الموفّق و قتل فيها إبراهيمبن سيما و غيره من القوّاد. ثم تزاحفوا واشتدّت الحرب و جاء للموفّق محمد بن أوس والدراني (4) مددا من المعتمد، و فشل أصحابالصفّار، و لما رأوا مدد الخليفة انهزموا،و خرج الصفّار، و اتبعهم أصحاب الموفّق، وغنموا من عسكره نحوا من(1) هكذا بالأصل و في الكامل ج 7 ص 277 زمّ. وهي مدينة ذمّي من قرى سمرقند ينسب اليهاأحمد بن محمد السقر الدهقان (معجمالبلدان). (2) هكذا بياض بالأصل و في الكامل ج 7 ص 290يذكر ابن الأثير هذه الحادثة سنة 262 فيقول:«فعاد الرسل من عند يعقوب يقولون: إنه لايرضيه ما كتب به دون ان يسير إلى بابالمعتمد». (3) هي فارس كما في الكامل ج 7 ص 290. (4) الديراني: المرجع السابق. ص 291.