وفاة يعقوب الصفّار و ولاية عمرو أخيه
ثم توفي يعقوب الصفّار في شوّال سنة خمس وستين بعد أن افتتح الزنج (1)، و قتل ملكها وأسلم أهلها على يده. و كانت مملكة واسعةالحدود. و افتتح زابلستان و هي غزنة وأعمالها. و كان المعتمد قد استماله و ولّاهعلى سجستان و السّند. ثم تغلّب على كرمان وخراسان و فارس، و ولّاه المعتمد علىجميعها. و لما مات قام مكانه أخوه عمرو بنالليث، و كتب إلى المعتمد بطاعته، فولّاهالموفّق من قبل أعمال أخيه، و هي خراسان وأصفهان و سجستان و السند و كرمان و الشرطةببغداد. و بعث إليه بالخلع، فولّى عمرو بنالليث على الشرطة ببغداد و سرّ من رأى منقبله عبيد الله بن عبد الله بن طاهر. و خلععليه الموفّق و عمرو بن الليث و ولّى علىأصفهان من قبله أحمد بن عبد العزيز بن أبيدلف. و ولّى على طريق مكة و الحرمين محمد بنأبي الساج.مسير عمرو بن الليث الى خراسان لقتالالخجستاني
قد تقدّم ذكر الخجستاني و تغلّبه علىنيسابور و هراة بدعوة بني طاهر سنة اثنتينو ستين و مائتين فلما توفي يعقوب سار عمروإلى خراسان سنة خمس و ستين و مائتين واستولى على هراة. و سار الخجستانيبنيسابور فقاتله فانهزم عمرو، و رجع إلىهراة. و كان الفقهاء بنيسابور يشيعونلعمور لولاية الخليفة إياه، فأوقعالخجستاني الفتنة بينهم بالميل إلىبعضهم، و تكرمتهم عن بعض ليشغلهم بها. ثمسار إلى هراة سنة سبع(1) الزنج: من قرى نيسابور (معجم البلدان) وفي الكامل أنه افتتح الرّخج، و قتل ملكها،و أسلم أهلها على يده. ج 7 ص 326. و الرّخج:كورة و مدينة من نواحي كابل (معجم البلدان).