استيلاء خلف بن أحمد بن علي على سجستان ثمانتقاضهم عليه
كان خلف بن أحمد من ذرية عمرو بن الليثالصفّار، و هو بسطة برسمه بانوا (1) و لمافشل أمر بني سامان استولى على سجستان و كانمن أهل العلم و يجالسهم. ثم حج سنة ثلاث وخمسين و ثلاثمائة. و استخلف على أعمالهطاهر بن الحسين من أصحابه. فلما عاد منالحج انتقض عليه طاهر بن الحسين منأصحابه، فسار خلف إلى بخارى مستجيشابالأمير منصور بن سامان، فبعث معه العساكرو ملك سجستان، و كثرت أمواله و جنوده. و قطعما كان يحمله إلى بخارى، فسارت العساكرإليه و مقدّمهم (2) و حاصروا خلف بن أحمد فيحصن أوّال من أمنع الحصون و أعلاها. و لمااشتدّ به الحصار و فنيت الأموال و الآلات،كتب إلى نوح بن منصور صاحب بخارى بأنيستأمنه، و يرجع إلى دفع الحمل، فكتب نوحبن منصور إلى أبي الحسن بن سيمجور عاملهعلى خراسان و قد عزل (3) بالمسير إلى حصارخلف، فسار من قهستان إلى سجستان و حاصرخلف، و كانت بينهما مودّة، فأشار عليهسيمجور بتسليم حصن أوّال (4) للحسن لتتفرّقالجيوش عنه إلى بخارى، و يرجع هو إلى شأنهمع صاحبه، فقبل خلف مشورته. و دخل سيمجورإلى حصن أوّال و خطب فيه للأمير نوح. ثمسلمه للحسن بن طاهر و انصرف إلى بخارى، وكان هذا أول وهن دخل على بني سامان من سوءطاعة أصحابهم.(1) هكذا بالأصل و العبارة غير واضحة و فيالكامل ج 8 ص 563: «و في هذه السنة- 354- عصى أهلسجستان على أميرهم خلف بن أحمد، و كان خلفهذا هو صاحب سجستان حينئذ، و كان عالمامحبا لأهل العلم، فاتّفق انه حج سنة ثلاث وخمسين و ثلاثمائة». (2) هكذا بياض بالأصل و في الكامل ج 8 ص 564: «وجهّزت العساكر إليه، و جعل مقدّمها الحسينبن طاهر بن الحسين المذكور، فساروا إلىسجستان و حصروا خلف بن أحمد بحصن أرك، و هومن أمنع الحصون و أعلاها محلا و أعمقهاخندقا». (3) كان ابو الحسن بن سيمجور عامل خراسان منقبل نوح بن منصور قد عزل عن عمله. ثم أعيدإليه. و يبدو هنا انه سقط بعض الكلمات أثناءالنسخ. (4) هو حصن أرك كما مرّ معنا.