وفاة إسماعيل بن أحمد و ولاية ابنه أحمد
ثم توفي إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان و ماوراء النهر في منتصف سنة خمس و تسعين ومائتين، و كان يلقّب بعد موته بالماضي، وولي بعده أبو نصر أحمد، و بعث إليه المكتفيبالولاية، و عقد له لواءه بيده، و كانإسماعيل عادلا حسن السيرة حليما. و خرجت الترك في أيامه سنة احدى و تسعين ومائتين الى ما وراء النهر في عدد لا يحصى،يقال كان معهم سبعمائة قبّة، و هي لا تكونإلا للرؤساء، فاستنفر لهم إسماعيل الناس،و خرج من الجند و المتطوّعة خلق كثير. وخرجوا إلى الترك و هم غارّون فكبسوهممصبحين، و قتلوا منهم ما لا يحصى و انهزمالباقون. و استبيح عسكرهم. و لما مات ولي ابنه أبو نصر أحمد و استوثقأمره ببخارى بعث عن عمّه إسحاق بن أحمد منسمرقند فقبض عليه و حبسه. ثم عبر إلىخراسان و نزل نيسابور، و كان فارس الكبير(2) مولى أبيه عاملا على جرجان. و كان ظهر لهأنّ أباه عزله عن جرجان بفارس (2) هذا، و كانفارس قد ولي الريّ و طبرستان، و بعث إلىإسماعيل ابن أحمد بثمانين حملا من المال(3)، فلما سمع بوفاة إسماعيل استردّها منالطريق. و حقد له أبو نصر ذلك كله، فخافه فارس.فلما نزل أبو نصر نيسابور كتب فارس إلىالمكتفي يستأذنه في المسير إليه، و سار فيأربعة آلاف فارس، و أتبعه أبو نصر فلم(1) هكذا بالأصل و العبارة غير واضحة و فيالكامل ج 7 ص 527: «فاستعمل إسماعيل بن أحمدعلى جرجان بارس الكبير، و ألزمه بإحضارمحمد بن هارون قسرا». (2) هو بارس الكبير. (3) هذه الأموال من خراج الريّ و طبرستان وجرجان. جمعها بارس و أرسلها الى إسماعيل، ولما بلغ وفاته استرد المال ...