كان محمد بن الياس من أصحاب السعيد، ثمسخطه و حبسه، و شفع فيه محمد بن عبيد اللهالبلغمي فأطلقه، و سيّره محمد بن المظفّرإلى جرجان. ثم سار إلى يحيى و إخوته عند ماتوثبوا ببخارى فكان معه في الفتنة، و خطبله بنيسابور كما مرّ. فلمّا زحف السعيدإليهم فارق يحيى و لحق بكرمان، و استولىعليها. ثم خرج إلى بلاد فارس و بها ياقوتمولى الخلفاء فوصل إليه بإصطخر يريد انيستأمن له، و أطلع ياقوت على مكره، فرجعإلى كرمان ثم بعث السعيد ما كان بن كالي فيالعساكر سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة وقاتل ابن الياس و هزمه و ملك كرمان بدعوةالسعيد نصر بن أحمد و سار الياس إلىالدّينور. ثم رجع ما كان عن كرمان على مانذكره بعد، فرجع إليها ابن الياس، و سببخروج ما كان أنّ السعيد بعد قتل مرداويحكتب إليه و إلى محمد بن المظفّر صاحبخراسان أن يقصد جرجان و الريّ و بها وشمكيرأخو مرداويح، فجاء ما كان على المفازة ووصل إلى نيسابور بعد أن كان محمد بنالمظفّر قد استولى عليها، بعث إليه مددافهزمتهم عساكر وشمكين فأقصر ما كان عنحربهم، و أقام بنيسابور و جعلت ولايتهاله، و ذلك أوّل سنة أربع و عشرين وثلاثمائة ثم صفت كرمان لمحمد بن الياس بعدحروب مع جيش نصر كان له الظفر فيها آخرا.
استيلاء ماكان على كرمان و انتقاضه
لما ملك مانحين جرجان و أقام ما كانبنيسابور و جعلت ولايتها له و هلك مانحينلأيام من دخوله جرجان، استنفر محمدالمظفّر ما كان للمسير إلى جرجان فاعتلّبالخروج بجميع أصحابه و سار إلى أسفراين،فأنفذ عسكرا إلى جرجان و استولى عليها. ثمانتقض و سار إلى نيسابور و بها محمد بنالمظفّر و كان غير مستعدّ للحرب فسار نحوسرخس، و دخل ما كان نيسابور سنة أربع وعشرين و ثلاثمائة ثم رجع عنها خوفا مناجتماع العساكر.