خبر ابن الياس بكرمان
كان أبو علي بن الياس قد ملك كرمان بدعوةبني سامان، و استبدّ بها و أصابه فالج وأزمن به. و كان له ثلاثة من الولد: اليسع والياس و سليمان فعهد إلى اليسع و بعدهالياس و أمر سليمان بالعود إلى أرضهمببلاد الصغد، يقيم بها فيما لهم هنالك منالأموال لعداوة كانت بين سليمان و اليسعفخرج سليمان لذلك، و استولى على السيرجان،فأنفذ إليه أبوه أبو علي ابنه الآخر فيعسكر، و أمره بإجلائه عن البلاد، و لايمكنه من قصد الصغد إن طلبها، فسار وحاصره. و لما ضاق الحصار على سليمان جمعأمواله و لحق بخراسان. و ملك اليسعالسيرجان و سار إلى خراسان. ثم لحق أبو عليببخارى و معه ابنه سليمان فأكرمه الأميرأبو الحرث و قرّبه. و أغزاه أبو عليبالريّ، و تجهيز العساكر إليه كما ذكرناه،و أقام عنده إلى أن توفي سنة ست و خمسين وثلاثمائة كما نذكر في أخباره. و لحق اليسعببخارى فأقام بها، ثم سعى سليمان عندالأمير أبي الحرث منصور في المسير إلىكرمان و أطمعه في ملكها، و أنّ أهلها فيطاعته، فبعث معه عسكرا. و لما وصل أطاعهأهل نواحيها من القمص و البولص و جميعالمنتقضين على عضد الدولة، و استفحل أمرهفسار إليه كوركين عامل عضد الدولة بكرمان،و حاربه و نزعت عساكره عنه، فانهزم و قتلمعه ابنا أخيه اليسع و هما بكر و الحسين وكثير من القوّاد و صارت كرمان للديلم.(1) بيستون: المرجع السابق.