كان مجد الدولة بن فخر الدولة صاحب الريّ،و كان قد ضعف أمره و أدبرت دولته، و كانيتشاغل بالنساء و الكتاب نسخا و مطالعة. وكانت أمّه تدبّر ملكه، فلما توفيت انتقضتأحواله و طمع فيه جنده، و كتب إلى محموديشكو ذلك و يستدعي نصرته، فبعث إليه جيشاعليهم حاجبه، و أمره أن يقبض على مجدالدولة فقبض عليه و على ابنه أبي دلف عندوصوله. و طيّر بالخبر إلى السلطان، فسار فيربيع من سنة عشرين و أربعمائة و دخل المريّو أخذ أموال مجد الدولة، و كانت ألف ألفدينار، و من الجواري قيمة خمسمائة ألفدينار، و من الثياب ستة آلاف ثوب، و منالآلات ما لا يحصى. و وجد له خمسين زوجةولدن نيفا و ثلاثين ولدا، فسئل عن ذلكفقال: هذه عادة. و أحضر مجد الدولة و عنّفه،و عرض له بتسفيه رأيه في الانتصار عنجندراي منه، و بعثه إلى خراسان فحبس بها.ثم ملك السلطان قزوين و قلاعها، و مدينةساوة و آوه، و صلب أصحاب مجد الدولة منالباطنية و نفى المعتزلة إلى خراسان، وأحرق كتب الفلسفة و الاعتزال و النجوم، وأخذ مما سوى ذلك من الكتب مائة حمل. و تحصّنمنه منوجهر بن قابوس ملك الجبل بالجبالالوعرة فقصده فيها، و لم تصعب عليه فهربمنوجهر و تحصّن بالغياض، و بعث لهبخمسمائة ألف دينارا استصلاحا فقبله و رجععنه إلى نيسابور. و توفّي منوجهر عقب ذلك،و ولي بعده ابنه أنوشروان فأقرّه السلطانعلى ولايته، و قرّر عليه خمسمائة ألفدينار ضريبة. و خطب للسلطان محمود في بلادالجبل إلى أرمينية. و افتتح ابنه مسعودزنجان و أبهر من يد إبراهيم السيلار بنالمرزبان من عقب شوذان بن محمد بن مسافرالديلميّ، و جميع قلاعه، و لم يبق بيدهإلّا شهرزان، قرّر عليه فيها ضريبة، كمايأتي في أخبار الديلم. ثم أطاعه علاءالدولة بن كاكويه بأصفهان، و خطب له، و عادالسلطان إلى خراسان، و استخلف بالريّ ابنهمسعودا فقصد أصفهان و ملكها من علاءالدولة، و استخلف مسعود عليها بعض أصحابهو عاد عنها فثار أهلها بعامله و قتلوه،فرجع إليهم و استباحهم. ثم عاد إلى الريّفأقام بها