وفاة مودود و ولاية عمه عبد الرشيد
ثم توفي أبو الفتح مودود بن مسعود بنمحمود بغزنة لعشر سنين من ولايته في رجبسنة إحدى و أربعين و أربعمائة، و قد كانكاتب فأجابوه (1) و جمع كليجار صاحب أصفهانالعساكر، و سار في المفازة لنصره فمرض فيطريقه و رجع. و سار خاقان إلى ترمذ لنصره، وطائفة أخرى مما وراء النهر إلى خوارزم. وسار مودود من غزنة فعرض له بعد رحيله منغزنة مرض القولنج، فعاد إلى غزنة، و بعثإلى وزيره أبي الفتح عبد الرزاق بن أحمدالمتميدي في العساكر إلى سجستانلانتزاعها من الغزّ. ثم اشتدّ وجعه فمات ونصّب ابنه للأمر خمسة أيام. ثم عدل الناسعنه إلى عمّه عليّ بن مسعود، و كان مسعودلأوّل ولايته قبض على عمّه عبد الرشيد أخيمحمود و حبسه بقلعة بطريق بست. فلمّاقاربها الوزير أبو الفتح و بلغه وفاةمودود، نزل عبد الرشيد الى العسكر فبايعواله و رجعوا به إلى غزنة فهرب عليّ بنمسعود، و استقرّ الأمر لعبد الرشيد. و لقّبسيف الدولة و قيل جمال الدولة. و استقامأمر السلجوقيّة بخراسان، و اندفعتالعوائق عنهم.(1) بياض بالأصل و في الكامل ج 9 ص 558: «و كانقد كاتب أصحاب الأطراف في سائر البلاد، ودعاهم إلى نصرته و إمداده بالعساكر، و بذللهم الأموال الكثيرة، و تفويض أعمالخراسان و نواحيها إليهم على قدر مراتبهم،فأجابوا إلى ذلك منهم أبو كاليجار، صاحبأصبهان، فإنه جمع عساكره و سار في المفازةفهلك كثير من عسكره، و مرض و عاد».