مقتل عبد الرشيد و ولاية فرخزاد
كان لمودود صاحب اسمه طغرل، و جعله حاجباببابه، و كان السلجوقيّة قد ملكوا سجستانو صارت في قسم بيقو أخي طغرلبك، و ولّىعليها أبا الفضل من قبله، فأشار طغرلبكعلى عبد الرشيد بانتزاعها منهم، و ألحّعليهم في ذلك، فبعث إليها طغرل في ألففارس، فحاصر حصن الطاق أربعين يوما. و كتبأبو الفضل من سجستان يستنجده، و سار طغرل،و لمّا سمع أصوات البوقات و الدبادب، وأخبر أنه بيقو، فتحاجزوا، و علم أنه تورط ولقيهم مستميا فهزمهم و سار إلى هراة. واتبعهم طغرل فرسخين و عاد إلى سجستانفملكها، و كتب إلى عبد الرشيد بالخبر، واستمدّه لغزو خراسان فأمدّه بالعساكر. ثمحدّثته نفسه بالملك، فاغذّ السير إلى غزنةحتى كان على خمسة فراسخ منها، كتب إلى عبدالرشيد باستيجاش العسكر و طلبهم الزيادةفي العطاء، فشاور أصحابه فكشفوا له وجهالمكيدة في ذلك و حذّروه من طغرل، فصعد إلىقلعة غزنة و تحصّن بها. و جاء طغرل من الغدفنزل في دار الإمارة، و راسل أهل القلعة فيعبد الرشيد فأسلموه إليه فقتله و استولىعلى ملكهم، و تزوّج ابنة السلطان عبدالرشيد (1) و يحضّهم على الأخذ بثأرهفأجابوا و دخلوا عليه في مجلسه (2)، و قتلوهو جاء ذخير الحاجب لخمسة أيام من مقتله، وجمع وجوه القوّاد و أعيان البلد، و بايعقرخاد ابن السلطان مسعود، و قام بتدبيردولته و قتل الساعين في (3) إلى غزنة و لقيالغزّ و هزمهم. و دخل غزنة فملكها(1) هكذا بياض بالأصل و في الكامل ج 9 ص 584:«فقتله و استولى على البلد، و تزوج ابنةمسعود كرها، و كان في الأعمال الهنديةأمير يسمّى خرخيز، و معه عسكر كثير، فلماقتل طغرل عبد الرشيد و استولى على الأمر،كتب إليه و دعاه الى الموافقة و المساعدةعلى إنجاح الأعمال من ايدي الغزّ، و وعدهعلى ذلك و بذل البذول الكثيرة فلم يرضفعله، و أنكره و امتعض منه، و أغلظ له فيالجواب، و كتب إلى ابنة مسعود بن محمودزوجة طغرل و وجوه القوّاد ينكر ذلك عليهم،و يوبخهم على إغضائهم و صبرهم على ما فعلهطغرل من قتل ملكهم و ابن ملكهم، و يحثّهمعلى الأخذ بثأره». (2) هكذا بالأصل و في الكامل: «فلما وقفواعلى كتبه عرفوا غلطهم. و دخل جماعة منهمعلى طغرل و وقفوا بين يديه فضربه أحدهمبسيفه». (3) بياض بالأصل و في الكامل ج 9 ص 584: «و جمعوجوه القوّاد و أعيان أهل البلد و قال لهم:قد عرفتم ما جرى مما خولفت به الديانة والأمانة، و أنا تابع، و لا بدّ للأمر منسائس فاذكروا ما عندكم من- =