خبر لشكري في أصفهان
كان لشكري من الديلم و من أصحاب أسفار، واستأمن بعد قتله إلى المقتدر، و صار في جندهارون بن غريب الحال. و لما انهزم هارونأمام مرداويج سنة تسع عشرة و ثلاثمائة،أقام في قرقلنين (1) ينتظر مدد المقتدر، وبعث لشكري هذا إلى نهاوند يجيئه بمالمنها، فتغلّب عليها و جمع بها جندا، ثم مضىإلى أصفهان في منتصف السنة و بها أحمد بنكيغلغ فحاربه و هزمه، و ملك أصفهان، و دخلإليها عسكره، و أقام هو بظاهرها، فرأىلشكري فقصده يظنّه من بعض جنده أي أحمد،فلما تراءى دافع أحمد بن كيغلغ عن نفسهفقتل و هرب أصحابه و رجع ابن كيغلغ إلىأصفهان (2)(1) قرميسين: ابن الأثير ج 8 ص 228. (2) العبارة مشوشة و غير واضحة، فقد سبق انلشكري احتل أصفهان و أن أحمد هزم، ثم يعودأحمد الى أصفهان! و بمقتضى ذلك ينبغي انتكون قتل عائدة الى لشكري و ليس الى أحمدبن كيغلغ. و حسب مقتضى السياق ينبغي انيكون العكس تماما. و الواضح أن أكثر منعبارة سقطت أثناء النسخ مما سبب اضطرابالعبارة و المعنى بشكل عام. و في الكامللابن الأثير ج 8 ص 228 «و لما انهزم أحمد نجاالى بعض قرى أصبهان في ثلاثين فارسا، و ركبلشكري يطوف بسور أصبهان من ظاهره، فنظرإلى أحمد في جماعته فسأل عنه فقيل: لا شكأنه من أصحاب أحمد بن كيغلغ، فسار فيمن معهمن أصحابه نحوهم، و كانوا عدة يسيرة، فلماقرب منهم تعارفوا فاقتتلوا فقتل لشكري،قتله أحمد بن كيغلغ، ضربه بالسيف على رأسهفقدّ المغفر و الخوذة، و نزل السيف حتىخالط دماغه فسقط ميتا. و كان عمر أحمد إذذاك قد جاوز السبعين. فلما قتل لشكري انهزممن معه فدخلوا أصبهان و اعلموا أصحابهمفهربوا على وجوههم و تركوا اثقالهم و أكثررحالهم، و دخل أحمد الى أصبهان». ابن خلدون م 36 ج 4