استيلاء ابن بويه على أرجان و أخواتها ثمعلى شيراز و بلاد فارس
و لما بلغ خبر أصفهان إلى مرداويج اضطرب،و كتب إلى عماد الدولة بن بويه يعاتبه ويستميله، و يطلب منه إظهار طاعته، و يمدّهبالعساكر في البلاد و الأعمال، و يخطب لهفيها. و جهّز له أخاه وشمكير في جيش كثيفليكبسه و هو مطمئن إلى تلك الرسالة، و شعرابن بويه بالمكيدة فرحل عن أصفهان بعد أنجباها شهرين، و سار إلى أرّجان و بها أبوبكر بن ياقوت من أصفهان واليا عليها، ففصلعنها. و لما ملك ابن بويه أرّجان كاتبه أهلشيراز يستدعونه إليهم، و عليهم يومئذياقوت عامل الخليفة، و ثقلت وطأته عليهم وكثر ظلمه، فاستدعوا ابن بويه و خام عنالمسير إليهم، فأعادوا إليه الكتاببالحثّ على ذلك، و أنّ مرداويج طلب الصلحمن ياقوت فعاجل الأمر قبل أن يجتمعا، فسارإلى النوبندجان في ربيع سنة إحدى و عشرين وثلاثمائة و سبقته إليها مقدّمة ياقوت فيألفين من شجعان قومه. فلما وافاهم ابن بويهانهزموا إلى كرمان و جاءهم ياقوت هنالك فيجميع أصحابه. و أقام عماد الدولةبالنّوبندجان، و بعث أخاه ركن الدولةالحسن إلى كازرون و غيرها من أعمال فارس،(1) شيرزاد: ابن الأثير ج 8 ص 269.