العهد لبختيار
و في سنة خمس (1) و أربعين و ثلاثمائة طرقمعزّ الدولة مرض استكان له و خشي على نفسه،فأراد العهد لابنه بختيار، و عهد إليهبالأمر و سلّم له الأموال، و كان بينالحاجب سبكتكين و الوزير المهلّبيّمنافرة فأصلح بينهما و وصّاهما بابنهبختيار، و عهد إليه بالأمور و اعتزم علىالعود إلى الأهواز مستوحشا هواء بغداد،فلما بلغ كلواذا اجتمع به أصحابه و سفّهوارأيه في الانتقال من بغداد على ملكه، وأشاروا عليه بالعود إليها و أن يستطيبالهواء في بعض جوانبها المرتفعة و يبنيبها دورا لسكنه ففعل، و أنفق فيها ألف ألفدينار و صادر فيها جماعة من أصحابه.استيلاء ركن الدولة على طبرستان و جرجان
و في سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة سار ركنالدولة إلى طبرستان و بها وشمكير فحاصرهبمدينة سارية و ملكها، و لحق وشمكيربجرجان و ترك طبرستان فملكها ركن الدولة وأصلح أمرها. ثم سار إلى جرجان فخرج عنهاوشمكير و استولى عليها ركن الدولة، واستأمن إليه من عسكر وشمكير ثلاثة آلافرجل فازداد بهم قوة، و دخل وشمكير بلادالجيل مسلوبا واهنا.ظهور البدعة ببغداد
و في هذه السنة كتب الشيعة على المساجدبأمر معزّ الدولة لعن معاوية بن أبي سفيانصريحا، و لعن من غصب فاطمة فدك، و من منع أنيدفن الحسن عند جدّه، و من نفى أبا ذرّالغفاريّ و من أخرج العبّاس من الشورى، ونسب ذلك كلّه لمعزّ الدولة لعجز الخليفة.ثم أصبح ممحوّا و أراد معز الدولة إعادته،فأشار عليه الوزير المهلّبيّ بأن يكتبمكانه لعن الله الظالمين لآل رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم، و لا يذكر أحداباللعن إلّا معاوية رضي الله عنه.(1) و في الكامل ج 8 ص 510: سنة 344.