استيلاء عضد الدولة على العراق و مقتلبختيار و ابن بقية
و لما دخلت سنة سبع و ستين سار عضد الدولةإلى بغداد، و أرسل إلى بختيار يدعوه إلىطاعته، و أن يسير عن العراق إلى أيّ جهةأراد فيمدّه بما يحتاج إليه من مال و سلاح،فضعفت نفسه فقلع عينه و بعثها إليه، و خرجبختيار عن بغداد متوجّها إلى الشام. و دخلعضد الدولة بغداد و خطب له بها، و لم يكنخطب لأحد قبله، و ضرب على بابه ثلاث نوباتو لم يكن لمن تقدّمه، و أمر أن يلقى ابنبقيّة بين أرجل الفيلة فضربته حتى مات وصلب على رأس الجسر في شوّال سنة سبع و ستينو ثلاثمائة، و لما انتهى بختيار إلى عكبراو كان معه حمدان بن ناصر الدولة بن حمدانفزيّن له قصد الموصل، و استماله إليه عنالشام، و قد كان عقد معه عضد الدولة أن لايقصد الموصل لموالاة بينه و بين أبي ثعلب(2)، فسار هو إلى الموصل و نقض عهده، و انتهىإلى تكريت فبعث إليه أبو ثعلب يعده المسيرمعه لقتال عضد الدولة، و إعادة ملكه على أنيسلّم إليه أخاه حمدان، فقبض بختيار عليهو سلّمه إلى سفرائه و حبسه أبو ثعلب، و ساربختيار إلى الحديثة، و لقيه أبو ثعلب فيعشرين ألف مقاتل، و رجع معه إلى العراق ولقيهما عضد الدولة بنواحي تكريت فهزمهما،و جيء ببختيار أسيرا، فأشار أبو الوفاءطاهر بن إسماعيل كبير أصحاب عضد الدولةبقتله فقتل لاثنتي عشرة سنة من ملكه. واستلحم كثير من أصحابه، و انهزم أبو ثعلببن حمدان إلى الموصل.استيلاء عضد الدولة على أعمال بني حمدان
و لما انهزم أبو ثعلب سار عضد الدولة فيأثره فملك الموصل منتصف ذي القعدة سنة(1) ابو الفضل هو والد أبي الفتح بن العميد. (2) هو ابو تغلب بن حمدان.