تغلب باد الكردي على الموصل من يد الديلمثم رجوعها اليهم
قد تقدّم لنا استيلاء عضد الدولة علىالموصل و أعمالها، و تقدّم لنا ذكر بادالكرديّ خال بني مروان، و كيف خان عضدالدولة لما ملك الموصل، و طلبه فصار يخيفديار بكر و يغير عليها حتى استفحل أمره وملك ميافارقين كما ذكرنا ذلك كله في أخباربني مروان، و أنّ صمصام الدولة جهّز إليهالعساكر مع أبي سعيد بهرام بن أردشير،فهزمه باد و أسر أصحابه، فأعاد صمصامالدولة إليه العساكر مع أبي سعيد الحاجب،و فتك باد في الديلم بالقتل و الأسر. ثماتبع سعيد خانور الحسينية من بلد كواشى (1)فانهزم سعيد الحاجب إلى الموصل و ثارتالعامّة بالديلم. و ملك باد سنة ثلاث وسبعين و ثلاثمائة الموصل، و حدّث نفسهبملك بغداد، و أخرج (2) الديلم عنها. و اهتمصمصام الدولة بأمره، و بعث زياد بنشهراكونه (3) من أكبر قوّاد الديلم لقتاله،و استكثر له من الرجال و العدد و المال، وسار إلى باد فلقيه في صفر سنة أربع و سبعينو ثلاثمائة و انهزم باد و أسر أكثر أصحابه،و دخل زياد بن شهراكونه الموصل، و بعث سعيدالحاجب في طلب باد فقصد جزيرة ابن عمر وعسكر آخرا إلى نصيبين. و جمع باد الجموعبديار بكر، و كتب صمصام الدولة إلى سعدالدولة بن سيف الدولة بتسليم ديار بكر له،فبعث إليها عساكره من حلب و حاصرواميّافارقين و خاموا عن لقاء باد فرجعوا عنحلب، و وضع سعيد الحاجب رجلا لقتل باد،فدخل عليه و ضربه في خيمته فأصابه و أشرفعلى الموت منها، فطلب الصلح على أن يكون لهديار بكر و النصف من طور عبدين، فأجابهالديلم إلى ذلك، و انحدروا إلى(1) هكذا بالأصل في الكامل ج 9 ص 35: «فالتفوابباجلايا على خابور الحسنيّة من بلدكواشى». (2) حسب مقتضى السياق و إخراج الديلم عنها. (3) زيار بن شهراكويه: ابن الأثير ج 9 ص 38.