استيلاء القرامطة على الكوفة بدعوة مشرفالدولة ثم انتزاعها منهم
كان للقرامطة محل من البأس و الهيبة عندأهل الدول، و كانوا يدافعونهم في أكثرالأوقات بالمال، و أقطعهم معزّ الدولة وابنه بختيار ببغداد و أعمالها، و كانيأتيهم ببغداد أبو بكر بن ساهويه يحتكمبحكم الوزراء، فقبض عليه صمصام الدولة وكان على القرامطة في هجر و نيسابورمشتركان في إمارتهما، و هما إسحاق و جعفر.فلما بلغهما الخبر سارا إلى الكوفةفملكاها و خطبا لمشرف الدولة، و كاتبهماصمصام الدولة بالعتب فذكرا أمرهماببغداد، و انتشر القرامطة في البلاد وجبوا الأموال، و وصل أبو قيس الحسن بنالمنذر من أكابرهم إلى الجامعين فسرّحصمصام الدولة العسكر و معهم العرب، فعبرواالفرات و قاتلوه فهزموه و أسروه، و قتلواجماعة من قوّاد القرامطة. ثم عاودوا عسكراآخر و لقيتهم عساكر صمصام الدولةبالجامعين فانهزم القرامطة و قتل مقدّمهمو غيره، و أسروا منهم العساكر و ساروا فياتباعهم إلى القادسية فلم يدركوهم.(1) بياض بالأصل و في الكامل ج 9 ص 41: «وراسله صمصام الدولة يستميله و يسكّنه، فمازاده إلا تماديا، فلما رأى ذلك من حالهراسل الطائع يطلب منه الركوب معه، و كانصمصام الدولة أبلّ من مرضه، فامتنع الطائعمن ذلك، فشرع صمصام الدولة، و استمالفولاذ زماندار، و كان موافقا لأسفار إلّاأنه كان يأنف من متابعته لكبر شأنه. فلماراسله صمصام الدولة أجابه، و استحلفه علىما أراد، و خرج من عنده، و قاتل أسفار،فهزمه فولاذ، و أخذ الأمير ابو نصر أسيرا،و أحضر عند أخيه صمصام الدولة، فرقّ له، وعلم أنه لا ذنب له، فاعتقله مكرّما، و كانعمره حينئذ خمس عشرة سنة». (2) العبارة غير واضحة و في الكامل: «و سعيإليه بابن سعدان الّذي كان وزيره، فعزله،و قيل إنه كان هواه معهم». ص 42.