أخبار مشرف الدولة في بغداد مع جنده ووزرائه
لما دخل مشرف الدولة بغداد كان الديلم معهفي قوّة و عدد، تنتهي عدّتهم الى خمسة عشرألفا، و الأتراك لا يزيدون على ثلاثةآلاف، فاستطال الديلم بذلك و جرت بيناتباعهم لأوّل دخولهم بغداد مصاولة آلتإلى الحرب بين الفريقين، فاستظهر الديلمعلى الترك و تنادوا بإعادة صمصام الدولةإلى ملكه، فارتاب بهم مشرف الدولة و وكّلبصمصام الدولة من يقتله إن همّوا بذلك. ثمأتيحت الكرة للأتراك على الديلم و فتكوافيهم، و افترقوا و اعتصهم بعضهم بمشرفالدولة. ثم دخل من الغد إلى بغداد فتقبّلهالطائع و هنّأه بالسلامة. ثم أصلح بينالطائفتين و استحلفهم جميعا، و حمل صمصامالدولة إلى قلعة ورد بفارس فاعتقل بها، وكان نحرير الخادم يشير بقتله فلا يجيبهأحد، و اعتقل سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة وأشرف على الهلاك، ثم أشار نحرير في قتله أوسمله، فبعث لذلك من يثق به فلم يقدم علىسمله حتى استشار ابا القاسم بن الحسنالناظر هناك فأشار به فسمله. و كان صمصامالدولة يقول: إنما أعماني العلاء لأنه فيمعنى حكم سلطان ميت (1). و لما فرغ مشرفالدولة من فتنة الجند صرف نظره إلى تهذيبملكه، فردّ على الشريف محمد بن عمر الكوفيجميع أملاكه، و كانت تغلّ في كل سنة ألفيألف و خمسمائة ألف درهم، و ردّ على النقيبأبي أحمد والد الرضي جميع أملاكه. و أقرّالناس على مراتبهم، و كان قبض على وزيرهأبي محمد بن فسانجس و أفرج عن أبي منصورالصاحب، و استوزره فأقرّه على وزارتهببغداد. و كان قراتكين قد أفرط في الدولة والضرب على أيدي الحكّام فرأى أن يخرجه الىبعض الوجوه، و كان حنقا على بدر بن حسنويهلميله مع عمّه فخر الدولة، فبعثه إليه فيالعساكر سنة سبع و سبعين و ثلاثمائةفهزمهم بدر بوادي(1) و في الكامل ج 9 ص 61: «ما أعماني إلاالعلاء لأنه أمضى في حكم سلطان قد مات».