استيلاء صمصام الدولة على الأهواز ثم علىالبصرة
ثم بعث صمصام الدولة عساكره الديلم سنةخمس و ثمانين و ثلاثمائة إلى الأهواز، وكان نائب بهاء الدولة قد توفي و عزمالأتراك على العود إلى بغداد، فبعث بهاءالدولة مكانه أبا كاليجار المرزبان بنسفهيعون (1)، و أنفذ أبا محمد الحسن بن مكرمإلى رامهرمز مددا لنائبها لفتكين (2)، و قدانهزم إليها أمام عسكر صمصام الدولة، فتركأبا محمد بن مكرم بها. و مضى إلى الأهواز وسار إلى خوزستان، فكاتبه العلاء بن الحسنيخادعه. ثم سار إلى رامهرمز و حارب ابنمكرم و لفتكين و بعث بهاء الدولة ثمانين منالأتراك يأتون من خلف الديلم، فشعروا بهمو قتلوهم أجمعين. و خام بهاء الدولة عناللقاء، فرجع إلى الأهواز. ثم سار إلىالبصرة و نزل بها، و انتهى خبره إلى ابنمكرم، فعاد إلى عسكر مكرم و اتبعه العلاء والديلم فأجلوه عنها إلى قرب تستر. و تكرّرت الوقائع بين الفريقين، فكان بيدالأتراك من تستر إلى رامهرمز، و بيدالديلم من رامهرمز (3)، و رجع الأتراك واتبعهم العلاء فوجدهم قد سلكوا طريق واسطفرجع عنهم، و أقام بعسكر مكرم. و رجع بهاءالدولة إلى بغداد، و كان مع العلاء قائد منقوّاد الديلم اسمه شكراستان، فاستأمنإليه من الديلم الذين مع بهاء الدولة نحومن أربعمائة رجل فاستكثر بهم، و سار إلىالبصرة و حاصرها، و مال إليهم أبو الحسن بنجعفر العلويّ من أهل البصرة، و كانوايحملون الميرة. و علم بهاء الدولة فأنفذ منيقبض عليهم فهربوا إلى ذلك القائد و قويبهم، و جمعوا له السفن فركبها إلى البصرة،و قاتل أصحاب بهاء الدولة و هزمهم و ملكالبصرة و استباحها. و كتب بهاء الدولة إلىمهذّب الدولة صاحب البطيحة بأن يرتجعها منيد الديلم و يتولّاها، فأمدّه عبد الله بنمرزوق، و أجلى الديلم عنها، ثم رجع للقاءشكراستان. و هجم(1) المرزبان بن شهفيروز: ابن الأثير ج 9 ص112. (2) ورد اسمه من قبل افتكين و في الكاملالفتكين و هذا ربما تحريف من الناسخ. (3) هكذا بالأصل و العبارة مبتورة و لعلهسقطت بعض العبارات أثناء النسخ و فيالكامل ج 9 ص 113: «و كان بيد الأتراك، أصحاب بهاء الدولة منتستر الى رامهرمز و مع الديلم منها الىأرجان، و أقاموا ستة أشهر ثم رجعوا الىالأهواز، ثم عبر بهم النهر الى الديلم واقتتلوا نحو شهرين، ثم رحل الأتراك وتبعهم العلاء فوجد قد سلكوا طريق واسط».