استيلاء جلال الدولة على البصرة ثم عودهالأبي كليجار
كنا قدّمنا أنّ جلال الدولة خالف أباكليجار إلى الأهواز و اتبعه أبو كليجار منواسط فهزمه جلال الدولة، و رجع إلى واسطفارتجعها. و بعث أبو منصور بختيار بن علينائبا لأبي كليجار فبعث أربعمائة سفينةللقائهم مع عبد الله السراني (1) الزركازيصاحب البطيحة فانهزموا و عزم بختيار علىالهرب، ثم ثبت و أعاد السفن لقتالهم والعسكر في البرّ، و جاء الوزير أبو عليلحربهم في سفينة، فلما وصل نهر أبي الخصيبو به عساكر بختيار رجع مهزوما، و تبعهأصحاب بختيار. ثم ركب بختيار بنفسه و أخذواسفن أبي علي كلّها و أخذوه أسيرا و بعثهبختيار الى أبي كاليجار فقتله بعض غلمانهاطلع له على ريبة و خشيه فقتله. و كان قدأحدث في ولايته رسوما جائرة من المكوس، ويعيّن فيها (2)، و لما بلغ خبره إلى جلالالدولة استوزر مكانه ابن عمّه أبا سعيدعبد الرحيم، و بعث الأجناد لنصرة الذينكانوا معه فملكوا البصرة في شعبان سنةإحدى و عشرين و أربعمائة و لحق بختياربالأبلّة في عساكره و استمدّ أبا كليجارفبعث إليه العساكر مع وزيره ذي السعاداتأبي الفرج بن فسانجس فقاتلوا عساكر جلالالدولة بالبصرة، فانهزم بختيار أوّلا وأخذ كثير من سفنه. ثم اختلف أصحاب جلالالدولة بالبصرة و تنازعوا و افترقوا واستأمن بعضهم إلى ذي السعادات فركبوا إلىالبصرة و ملكوها، و عادت لأبي كليجار كماكانت.وفاة القادر و نصب القائم للخلافة
و في ذي الحجّة سن اثنتين و عشرين وأربعمائة توفي الخليفة القادر لإحدى وأربعين سنة من خلافته، و كان مهيبا عندالديلم و الأتراك. و لما مات نصب جلالالدولة للخلافة(1) ابو عبد الله الشرابي: ابن الأثير ج 9 ص406. (2) عين تعيينا الشيء: خصّصه من الجملة وأفرده. (قاموس). ابن خلدون م 41 ج 4