مقتل قابوس و ولاية ابنه منوجهر
كان شمس المعالي قابوس قد استفحل ملكه، وكان شديد السطوة مرهف. الحدّ فعظمت هيبتهعلى أصحابه و تزايدت حتى انقلبت إلىالعتوّ، فأجمعوا على خلعه، و كان ببعضالقلاع فساروا إليه ليمسكوه بها فامتنععليهم فانتهبوا موجودة، و رجعوا إلى جرجانو جاهروا بالخلعان، و استدعوا ابنه منطبرستان فأسرع إليهم مخافة أن يولّواغيره، و اتفقوا على طاعته بأن يخلع أباهفأجاب إلى ذلك كرها. و سار قابوس من حصنهإلى بسطام يقيم بها حتى تضمحل الفتنةفساروا إليه، و أكرهوا منوجهر على المسيرمعهم و ينفرد هو للعبادة بقلعة ابخيا (2) وأذن له أبوه بالقيام بالملك حذرا من خروجهعنهم، و بقي المتولّون لكبر تلك الفتنة منالجند مرتابين من قابوس، و كتبوا من جرجانإلى منوجهر يستأذنونه في قتله، و لمينتظروا ردّ الجواب و ساروا إليه فدخلواعليه البيت و جرّدوه من ثيابه، فما زاليستغيث حتى مات من شدّة البرد، و ذلك سنةثلاث و أربعمائة لخمس عشرة سنة مناستيلائه، و قام بالملك ابنه منوجهر(1) الرّويان و سالوس: ابن الأثير ج 9 ص 141 (2) هكذا بالأصل و المعنى مبتور و غير واضحو لعله سقطت بعض العبارات أثناء النسخ و فيالكامل ج 9 ص 239: «فأخذوا منوجهر معهم،عازمين على قصد والده و إزعاجه من مكانه،فسار معهم مضطرا، فلما وصل إلى أبيه أذن لهوحده دون غيره، فدخل عليه و عنده جمع منأصحابه المحامين عنه، فلما دخل عليهتشاكيا ما هما فيه، و عرض عليه منوجهر انيكون بين يديه في قتال أولئك القوم و دفعهمو إن ذهبت نفسه. فرأى شمس المعالي ضد ذلك، وسهل عليه حيث صار الملك إلى ولده، فسلّمإليه خاتم الملك، و وصّاه بما يفعله، واتفقا على ان ينتقل هو الى قلعة جناشكيتفرغ للعبادة الى ان يأتيه اليقين وينفرد منوجهر بتدبير الملك.»