وفاة منوجهر و ولاية ابنه أنوشروان
و لما سار محمود بن سبكتكين سنة عشرين وأربعمائة عند ما قبض حاجبه على مجدالدولة، و ملك الريّ بدعوة محمود. و سارإليه محمود فهرب منوجهر بن قابوس منجرجان، و بعث إليه بأربعمائة ألف دينارليصلحه، و تحصّن منه بجبال وعرة. ثم أبعدالمذهب و دخل في الغياض الملتفة، و أجابهمحمود فبعث إليه منوجهر بالمال و نكب عنهفي رجوعه إلى نيسابور. ثم توفي منوجهر إثرذلك سنة ست و عشرين و أربعمائة و ولي بعدهابنه أنوشروان، فأقرّه محمود على ولايته وقرّر عليه خمسمائة ألف أميري، و خطبلمحمود في بلاد الجيل إلى حدود أرمينية. ثماستولى مسعود بن محمود أعوام الثلاثين علىجرجان و طبرستان، و محا دولة بني قابوس كأنلم تكن و البقاء للَّه وحده.الخبر عن دولة مسافر من الديلم بآذربيجانو مصايره
كانت أذربيجان عند ظهور الديلم وانتشارهم في البلاد و استيلائهم علىالأعمال أعوام الثلاثين و الثلاثمائة بيدرستم بن إبراهيم الكردي من أصحاب يوسف بنأبي الساج. و كان من خبره أنّ أباه إبراهيم منالخوارج من أصحاب هارون الشادي (1) الخارجبالموصل هرب بعد مقتله إلى أذربيجان. وأصهر في الأكراد إلى بعض رؤسائهم، فولد لهابنه رستم و نشأ في أذربيجان. و لما كبراستضافه ابن أبي الساج، و تنقّل فيالأطوار إلى أن استولى على أذربيجان بعديوسف بن أبي الساج، و كان معظم جيوشهالأكراد. و لما استولى الديلم على البلاد وملك وشمكير الريّ ولّى أعمال الجيللشكري(1) هكذا بالأصل و في الكامل ج 8 ص 385: «كانتأذربيجان بيد ديسم بن إبراهيم الكردي، وكان قد صحب يوسف بن أبي الساج، و خدم و تقدمحتى استولى على أذربيجان و كان يقول بمذهبالسراة هو و أبوه، و كان أبوه من أصحابهارون الشاري.»