الخبر عن بني شاهين ملوك البطيحة و منملكها من بعدهم من قرابتهم و غيرهم وابتداء ذلك و مصايره
كان عمران بن شاهين من الجامدة، و كانيتصرّف في الجباية، و حصل بيده منها مالفتخوّف و ألحّ عليه الطلب فهرب إلىالبطيحة ممتنعا من الدولة. و كان له نجدة وبأس و صبر على الشظف فأقام هنالك بين القصبو الآجام يقتات بسمك الماء و الطير، ويتعرّض للرفاق التي تمرّ بالطريق فيأخذها.و اجتمع إليه لصوص الصيّادين فقوي و امتنععلى السلطان، و تمسك بخدمة أبي القاسم بنالبريديّ صاحب البصرة فأمّنه، و وصل حبلالطاعة بيده و قلّده حماية تلك النواحيإلى الجامدة دفعا لضرره عن السابلة، فعزّجانبه و كثر جمعه و سلاحه، و اتخذ معاقلعلى التلال بالبطائح و غلب على تلكالنواحي، و لما استولى معزّ الدولة علىبغداد، و قام بكفالة الخلافة و النظر فيأمورها، أهمه شأن عمران هذا و امتناعه فيمعاقلة في نواحي بغداد، فجهّز إليه وزيرهأبا جعفر الصيمريّ في العساكر، و سار إليهسنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة و تعدّدتبينهما الحروب و الوقائع، ثم هزمهالصيمريّ. ثم أتاه الخبر بمسيره إلى شيرازكما تقدّم في أخبار دولتهم.(1) العبارة غير واضحة و في الكامل ج 9 ص 457:«في هذه السنة حصر ملك الأبخاز مدينةتفليس، و امتنع أهلها عليه، فأقام محاصراو مضيقا فنفدت الأقوات و انقطعت الميرة،فأنفذ أهلها الى أذربيجان يستفرونالمسلمين و يسألونهم اعانتهم، فلما وصلالغز الى أذربيجان و جمع الإنجاز بقربهم،و بما فعلوا بالأرمن، و رحلوا عن تفليسمجفلين خوفا، و لما رأى وهشوذان صاحبأذربيجان قوة الغز و أنه لا طاقة له بهملاطفهم و صاهرهم و استعان بهم»