و لما انصرف الصيمري عن عمران عاد إلىحاله فبعث معزّ الدولة لقتاله روزبهان منأعيان الديلم في العساكر، فتحصّن منه فيمضايق البطائح، فطاوله فضجر روزبهان واستعجل قتاله فهزمه عمران و غنم ما معهم،فاستفحل و قوي و أفسد السابلة. و كانأصحابه يطلبون الخفارة من جند السلطان إذامرّوا بهم إلى ضياعهم و معايشهم بالبصرة،فبعث معزّ الدولة بالعساكر مع المهلّبيّ،و زحف إلى البطائح سنة أربعين و ثلاثمائة ودخل عمران في مضايقه، و أشاروا عليهبالهجوم فلم يفعل، فكتب إليه معز الدولةبذلك بإشارة روزبهان فدخل المهلبيالمضايق بجميع عسكره، و قد أكمن لهمعمران، فخرج عليهم الكمين و تقسّموا بينالقتل و الغرق و الأسر، و نجا المهلّبيّسابحا في الماء. و كان روزبهان متأخّرا فيالزحف فسلم، و أسر عمران كثيرا من قوّادهمالأكابر ففاداه معزّ الدولة بمن في أسرهمن أهله و أصحابه، و قلّده ولاية البطائحفاستفحل أمره. ثم انتقض سنة أربع و أربعين و ثلاثمائةلخبر بلغه عن مرض طرق معز الدولة، و أرجفأهل بغداد بموته، و مرّ به مال من الأمواليحمل إلى معز الدولة و معه جماعة منالتجّار فكبسهم و أخذ جميع ما معهم. ثم ردّذلك بعد إبلال معز الدولة من مرضه، و فسدما بينهما من الصلح! ثم سار معز الدولة إلىواسط سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة فبعثالعساكر من هنالك لقتال عمران مع أبيالفضل العبّاس بن الحسن، و قدم عليه نافعمولى ابن وجيه صاحب عمان يستنجده عليها،فانحدر إلى الأبلة، و بعث معه المراكب إلىعمان، و سارت عساكره إلى البطائح، فنزلواالجامدة و سدّوا الأنهار التي تصبّ إليها. ثم رجع معز الدولة من الأبلة و طرقه المرضفجهّز العساكر لقتال عمران، و عاد إلىبغداد فهلك، و ولي بعده ابنه عز الدولةبختيار فأعاد العساكر المجمّرة علىعمران، و عقد معه الصلح فاستمرّ حاله. ثمزحف بختيار إليه سنة تسع و خمسين وثلاثمائة و أقام بواسط يتصيّد شهرا. ثم بعثوزيره إلى الجامدة و طرق البطيحة فسدّمجاري المياه و قلبها إلى أنهارها، و هيالجسور إلى العراق. ثم جاء المدّ من دجلة وخرّب جميع