عود مهذب الدولة الى البطيحة
و لما انهزم عميد الجيوش أقام بواسط فجمععساكره لمعاودة ابن واصل، ثم بلغه أنّنائب بن واسط بالبطائح قد خرج منها مجفلا،فبعث إلى بغداد و بعث بالعساكر، و همّبالانتقاض فاستدعى عميد الجيوش مهذّبالدولة من بغداد، و بعثه بالعساكر فيالسفن إلى البطيحة سنة خمس و ستين (2) وثلاثمائة فاستولى عليها. و اجتمع عليه أهلالولايات و أطاعوه، و قرّر عليها بهاءالدولة خمسين ألف دينار في كل سنة، و شغلعن ابن واصل بتجهيز العساكر إلى خوزستان وطمع في الملك و اجتمع عنده كثير من الديلمو أصناف الأجناد. و سار إلى الأهواز و سيّربهاء الدولة عسكرا للقائه فهزمهم، و دخلدار الملك و أخذ ما كان فيها. و بعث إلىبهاء الدولة في الصلح فصالحه و زاد فيأقطاعه. ثم بعث بهاء الدولة العساكرللقائه و سار إلى الأهواز و زحف إليها ابنواصل و معه بدر بن حسنوية، فبعث بهاءالدولة الوزير بالبطيحة فهزمه الوزيرثانية، فمضى مع حسّان بن محال الخفاجيالكوفي و ملك إلى الكوفة، و ملك البصرة. وسار ابن واصل إلى دجلة قاصدا بدر بن حسنويةفبلغ جامعين فأنزله أصحاب بدر، و كانأصحاب أبي الفتح بن عنّان قريبا منهفكبسه، و جاء به إلى بغداد فبعثه عميدالجيوش إلى بهاء الدولة فقتله سنة ست وتسعين و ثلاثمائة كما مرّ في أخبار الدولة.(1) مفلولا أي مهزوما و المعلوم ان عميدالجيوش هو المهزوم و ليس ابن واصل حسب ظاهرالمعنى و الواضح انه سقطت بعض العباراتأثناء النسخ و في الكامل ج 9 ص 181: «و لما سمعبهاء الدولة بحال أبي العباس و قوته خافهعلى البلاد، فسار من فارس الى الأهوازلتلافي أمره و أحضر عنده عميد الجيوش منبغداد، و جهّز معه عسكرا كثيفا، و سيرهمالى أبي العباس فأتى الى واسط، و عمل مايحتاج اليه من سفن و غيرها و سار الىالبطائح و سمع ابو العباس (ابن واصل)بمسيره اليه فاصعد اليه من البصرة. و وصلالى عميد الجيوش و هو على تلك الحال منتفرق العسكر عنه فلقيه فيمن معه بالصليقفانهزم عميد الجيوش و وقع من معه بعضهم علىبعض، و لقي عميد الجيوش شدة الى ان وصل الىواسط و ذهب ثقله و خيامه و خزائنه.» (2) الصحيح ان عودة مهذّب الدولة الىالبطيحة كان سنة 395 و ليس 365 كما ذكر ابنخلدون و لعل هذا الخطأ عائد الى الناسخ.