مسير ابن حسنويه لحصار بغداد مع أبي جعفربن هرمز
كان أبو جعفر الحجّاج بن هرمز نائبابالعراق عن بهاء الدولة، ثم عزله فدال منهبأبي عليّ بن أبي جعفر أستاذ هرمز، و تلقّبعميد الجيوش فأقام أبو جعفر بنواحيالكوفة، و قاتل عميد الجيوش فهزمه العميد.ثم جرت بينهما حروب سنة ثلاث و ستين (1) وثلاثمائة و أقاما على الفتنة و الاستنجادبالعرب من بني عقيل و خفاجة و بني أسد، وبهاء الدولة مشتغل بحرب ابن واصل فيالبصرة. و اتصل ذلك إلى سنة سبع و تسعين وثلاثمائة و كان ابن واصل قد قصد صاحب طريقخراسان و هو قلج، و نزل عليه و اجتمعا علىفتنة عميد الجيوش. و توفي قلج هذه السنةفولّى عميد الجيوش مكانه أبا الفتح محمدبن عنّان عدوّ بدر بن حسنويه. و فحلالأكراد المسامي لبدر في الشؤون و هو منالشاذنجان من طوائف الأكراد، و كانت حلوانله فغضب لذلك بدر و مال إلى أبي جعفر، و جمعله الجموع من الأكراد مثل الأمير هندي بنسعدي، و أبي عيسى سادي بن محمد و ورام بنمحمد و غيرهم. و اجتمع له معهم علي بن مزيدالأسدي. و زحفوا جميعا إلى بغداد و نزلواعلى فرسخ منها. و لحق أبو الفتح بن عنّانبعميد الجيوش، و أقام معه ببغداد حاميا ومدافعا إلى أن وصل الخبر بهزيمة ابن واصل وظهور بهاء الدولة عليه، فأجفلوا عن بغداد.و سار أبو جعفر إلى حلوان و معه أبو عيسى، وراسل بهاء الدولة، ثم سار ابن حسنويه إلىولاية رافع بن معن من بني عقيل يجتمع معبني المسيب في المقلّد، و عاث فيها لأنهكان آوى أبا الفتح بن عنّان حين أخرجه بدرمن حلوان و قرميسين، و استولى عليها فأرسلبدر جيشا إلى أعمال رافع بالجناب و نهبوهاو أحرقوها. و سار أبو الفتح بن عنّان إلىعميد الجيوش ببغداد فوعده النصر حتى إذافرغ بهاء الدولة من شأن ابن واصل و قتله،أمر عميد الجيوش بالمسير إلى بدر بنحسنويه لإعانته على بغداد و إمداده ابنواصل (2) فسار لذلك،(1) الصحيح ان هذه الحروب وقعت سنة 393 و ليس363. (2) العبارة مشوشة و المقصود ان بدرا كانعونا لابن واصل و هو عدو بهاء الدولة!