مقتل ظاهر بن هلال و استيلاء أبي الشوكعلى بلادهم و رياستهم
كان أبو الفتح محمد بن عنّان (2) أميرالشاذنجان من الأكراد، و كانت بيده حلوانو أقام عليها أميرا و على قومه عشرين سنة. وكان يزاحم بدر بن حسنويه و بنيه فيالولايات و الأعمال بالجيل. و هلك سنة إحدىو أربعمائة و قام مكانه ابنه أبو الشوك، وطلبته العساكر من بغداد فقاتلهم و هزموه،فامتنع بحلوان إلى أن أصلح حاله مع الوزيرفخر الملك لمّا قدم العراق بعد عميدالجيوش من قبل بهاء الدولة. ثم إنّ شمسالدولة بن فخر الدولة بن بويه أطلق ظاهر بنهلال بن بدر من محبسه بعد أن استحلفه علىالطاعة، و ولّاه على قومه و على بلادهبالجيل، و أبو الشوك صاحب حلوان و السهل، وبينهما المنافسة القديمة، فجمع ظاهر وحارب أبا الشوك فهزمه و قتل سعدي بن محمدأخاه. ثم جمع ثانية فانهزم أبو الشوك أيضاو امتنع بحلوان و ملك ظاهر عامّة البسيط، وأقام بالنهروان. ثم تصالحا و تزوّج ظاهرأخت أبي الشوك فلمّا أمّنه ظاهر وثب عليهأبو الشوك فقتله بثأر أخيه سعدي و دفنهأصحابه بمقابر بغداد، و ملك سائر الأعمالو نزل الدّينور. و لما استولى علاء الدولة بن كاكويه علىهمذان سنة أربع عشرة و أربعمائة عند ما هزمعساكر شمس الدولة بن بويه و استبدّ عليه،سار الى الدّينور فملكها من يد أبي الشوك،ثم إلى سابور خواست و سائر تلك الأعمال. وسار في طلب أبي الشوك فأرسل إليه مشرفالدولة سلطان بغداد و شفع فيه فعاد عنهعلاء الدولة. و لمّا زحف الغز إلى(1) اسادآباذ و قد مرّت معنا من قبل. (2) هو ابو الفتح محمد بن عنّاز و قد مرّمعنا من قبل.