بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الأذى و القتل، و جهّز خمسة آلاف فارس معالقائد أبي الفتوح الفضل بن صالح فبلغ ذاتالحمّام، و بينها و بين برقة مفازة صعبةمعطشة، و أمر أبو ركوة من غور المياه التيفيها على قلبها. ثم سار للقائهم بعد خروجهممن المفازة على جهد العطش فقاتلهم، و نالمنهم و ثبت أبو ركوة و استأمن إليه جماعةمن كتامة لما نالهم من أذى الحاكم و قتلهفأمّنهم، و لحقوا به، و انهزمت عساكرالحاكم و قتل خلق كثير منهم. و رجع أبو ركوة إلى برقة ظافرا و ردّدالبعوث و السرايا إلى الصعيد و أرض مصر. وأهمّ الحاكم أمره و ندم على ما فرّط. و جهّزعليّ بن فلاح العساكر لحربهم، و كاتبالناس أبا ركوة يستدعونه، و ممن كتب إليهالحسن بن جوهر قائد القوّاد، و بعثهم فيستة عشر ألف مقاتل سوى العرب، و بعث أخاهفي سرية فواقع بني قرّة و هزمهم، و قتل منشيوخهم عبد العزيز بن مصعب و رافع بن طرادو محمد بن أبي بكر، و استمال الفضل بنيقرّة فأجابه ماضي بن مقرب من أمرائهم، وكان يطالعه بأخبارهم. و بعث عليّ بن فلاحعسكرا إلى الفيّوم فكبسه بنو قرّة وهزموه، و نزل أبو ركوة بالهرمين، و رجع منيومه ثم رحل الفضل إلى الفيّوم لقتالهمفواقعهم برأس البركة و هزمهم، و استأمنبنو كلاب و غيرهم، و رجع عليّ بن فلاح، وتقدّم الفضل لطلب أبي ركوة و خذل ماضي بنمقرب بني قرّة عن أبي ركوة فقالوا له أنجبنفسك إلى بلد النوبة، و وصل إلى تخومهم وقال: أنا رسول الحاكم فقالوا لا بدّ مناستئذان الملك، فوكّلوا به و طالعوا الملكبحقيقة الحال. و كان صغيرا قد ولي بعد سرقةأبيه، و بعث إليه الفضل بشأنه و طلبه فكتبإلى شجرة بن منيا قائد الخيل بالثغر بأنيسلّمه إلى نائب الحاكم، فجاء به رسولالفضل و أنزله الفضل في خيمة و حمله إلىمصر فطيف به على جمل لابسا طرطورا (1) و خلفهقرد يصفعه. ثم حمل إلى ظاهر القاهرة ليقتل،فمات قبل وصوله، و قطع رأسه و صلب. و بالغالحاكم في إكرام الفضل و رفع مرتبته، ثمقتله بعد ذلك، و كان ظفر الحاكم بأبي ركوةسنة سبع و تسعين. (1) قلنسوة طويلة يلبسها عادة المهرّجون.