بقية أخبار الحاكم
كان الحسن بن عمّار زعيم كتامة مدبّردولته كما ذكرناه، و كان برجوان خادمه وكافله، و كان بين الموالي و الكتاميين فيالدولة منافسة. و كان كثيرا ما يفضي إلىالقتال، و اقتتلوا سنة سبع و ثمانين، وأركب المغاربة ابن عمّار و المواليبرجوان، و كانت بينهم حروب شديدة. ثمتحاجزوا و اعتزل ابن عمّار الأمور و تخلّىبداره عن رسومه و جراياته، و تقدّم برجوانبتدبير الدولة. و كان كاتب بن فهر بنإبراهيم يربع (1) و ينظر في الظلامات ويطالعه. و ولّى على برقة يأنس صاحب الشرطةمكان صندل. ثم قتل برجوان سنة تسع و ثمانينو رجع التدبير إلى القائد أبي عبد اللهالحسين بن جوهر، و بقي ابن فهر على حاله. وفي سنة تسعين انقطعت طرابلس عن منصور بنبلكين بن زيري صاحب إفريقية، و ولّى عليهايأنس العزيزي من موالي العزيز، فوصل إليهاو أمكنه عامل المنصور منها، و هو عصولة بنبكّار. و جاء إلى الحاكم بأهله و ولده وماله و أطلق يد يأنس على مخلّفه بطرابلس،يقال كان له من الولد نيف و ستون بين ذكر وأنثى، و من السراري خمس و ثلاثون فتلقّىبالمبرّة و هيّئ له القصور و رتّب لهالجراية و قلّده دمشق و أعمالها، فهلك بهالسنة من ولايته. و في سنة اثنتين و تسعينوصل الصريخ من جهة فلفول بن خزرونالمغراوي في ارتجاع طرابلس إلى منصور بنبلكين، فجهّزت العساكر مع يحيى بن عليالأندلسي الّذي كان جعفر أخوه عامل الزابللعبيديين، و نزع إلى بني أمية وراء البحر.و لم يزل هو و أخوه في تصريفهم إلى أن قتلالمنصور بن أبي عامر جعفرا منهما، و نزعأخوه يحيى إلى العزيز بمصر فنزل عليه وتصرّف في خدمته و بعثه الآن الحاكم فيالعساكر لما قدّمناه، فاعترضه بنو قرّةببرقة ففضّوا جموعه، و رجع إلى مصر و ساريأنس من برقة إلى طرابلس، فكان من شأنه مععصولة ما ذكرناه. و بعد وفاة عصولة ولي علىدمشق مفلح الخادم، و بعده عليّ بن فلاح سنةثمان و تسعين. و بعد مسير يأنس ولي على برقةصندل الأسود. و في سنة ثمان و تسعين عزلالحسين بن جوهر القائد و قام(1) ربّع الحبل اي فتّله من اربع طاقات و لامعنى لها في سياق الجملة و لعلها تعنيالجلوس على الركبتين و هي كلمة عامية.