مسير العرب إلى إفريقية
كان المعز بن باديس قد انتقض دعوةالعبيديين بإفريقية و خطب للقائمالعباسيّ، و قطع الخطبة للمستنصر العلويّسنة أربعين و أربعمائة، فكتب إليهالمستنصر يتهدّده. ثم إنه استوزر الحسين بن عليّ التازوري (3)بعد الجرجرائي و لم يكن في رتبته فخاطبهالمعز دون ما كان يخاطب من قبله، كان يقولفي كتابه إليهم عبده، و يقول في كتابالتازوري صنيعته فحقد ذلك، و أغرى بهالمستنصر، و أصلح بين زغبة و رياح من بطونهلال و بعثهم إلى إفريقية و ملّكهم كل مايفتحونه، و بعث إلى المعز: أما بعد فقدأرسلنا إليك خيولا و حملنا عليها رجالافحولا ليقضي الله أمرا كان مفعولا.(1) ورد اسمه انوشتكين الوزيري و قد مر معناسابقا. ج 9 ص 500. (2) هكذا بياض بالأصل و في الكامل ج 9 ص 501:فأظهروا الشغب عليه و قصدوا قصره و هوبظاهر البلد و تبعهم من العامة من يريدالنهب، فاقتتلوا فعلم الوزيري ضعفه و عجزهعنهم، ففارق مكانه، و استصحب أربعين غلاماله و ما امكنه من الدواب و الأثاث والأموال، و نهب الباقي و سار الى دمشق. (3) البازوري: ابن الأثير ج 9 ص 566.