وفاة المستعلي و ولاية ابنه الآمر
ثم توفي المستعلي أبو القاسم أحمد بنالمستنصر منتصف صفر سنة خمس و تسعين لسبعسنين من خلافته، فبويع ابنه أبو عليّ ابنخمس سنين و لقّب الآمر بأحكام الله، و لميل الخلافة فيهم أصغر منه و من المستنصر،فكان هذا لا يقدر على ركوب الفرس وحده.هزيمة الفرنج لعساكر مصر
ثم بعث الأفضل أمير الجيوش بمصر العساكرلقتال الفرنج مع سعد الدولة الفراسي أميرامملوك أبيه، فلقي الفرنج بين الرملة ويافا و مقدمهم بغدوين (1) فقاتلهم، و انهزمو قتل و استولى الفرنج على معسكره فبعثالأفضل ابنه شرف المعالي في العساكرفبارزوهم قرب الرملة و هزمهم، و اختفىبغدوين في الشجر و نجا إلى الرملة مع جماعةمن زعماء الفرنج، فحاصرهم شرف المعاليخمسة عشر يوما حتى أخذهم فقتل منهمأربعمائة صبرا، و بعث ثلاثمائة إلى مصر ونجى بغدوين إلى يافا و وصل في البحر جموعمن الفرنج للزيارة فندبهم بغدوين للغزو، وساربهم إلى عسقلان فهرب شرف المعالي و عادإلى أبيه. و ملك الفرنج عسقلان و بعثالعساكر في البر مع تاج العجم مولى أبيهإلى عسقلان، و بعث الأسطول في البحر إلىيافا مع القاضي ابن قادوس فبلغ إلى يافا واستدعى تاج العجم و حبسه. و بعث جمال الملكمن مواليه إلى عسقلان مقدّم العساكرالشاميّة. ثم بعث الأفضل سنة ثمان و تسعينابنه سنا الملك حسين و أمر جمال الملكبالسير معه لقتال الفرنج، فساروا في خمسةآلاف و استمدّوا طفتكين أتابك دمشق،فأمدّهم بألف و ثلاثمائة، و لقوا الفرنجبين عسقلان و يافا فتفانوا بالقتل وتحاجزوا، و افترق المسلمون إلى عسقلان ودمشق، و كان مع الفرنج بكتاش بن(1) هو بدوان الأول و هو قائد الحملةالصليبية الرابعة.