سلار فحضروا، و استأذن المؤتمن بعدهم فيالوصول فأذن له. و حضر رمضان من سنة تسععشرة فجاءوا إلى القصر للإفطار علىالعادة، و دخل المأمون و المؤتمن فقبضعليهما و حبسهما داخل القصر، و جلس الآمرمن الغد في إيوانه و قرأ عليه و على الناسكتابا بتعديد ذنوبهم، و ترك الآمر رتبةالوزارة خلوا، و أقام رجلين من أصحابالدواوين يستخرجان الأموال من الخراج والزكاة و المكس، ثم عزلهما لظلمهما. ثم حضرالرسول الّذي بعثه إلى اليمن ليكشف خبرالمأمون، و حضر ابن نجيب و داعيته فقتل وقتل المأمون و أخوه المؤتمن.
مقتل الآمر و خلافة الحافظ
كان الآمر مؤثرا للذّاته طموحا إلىالمعالي و قاعدا عنها، و كان يحدّث نفسهبالنهوض إلى العراق في كلّ وقت، ثم يقصرعنه و كان يقرض الشعر قليلا و من قوله:
أصبحت لا أرجو و لا ألقى
جدّي نبي و إمامي أبي
و مذهبي التوحيد والعدل
إلّا إلهي و لهالفضل
و مذهبي التوحيد والعدل
و مذهبي التوحيد والعدل
فسمع بذلك أبو الحسن بن أبي أسامة و كانخصيصا بالآمر، قريبا منه، و قد ناله منالوزير أذى و أطراح، فحضر عند الآمر وأعمله الحال فقبض عليه و صلبه».
(1) العبارة غير واضحة و في الكامل ج 10 ص 664يذكر ابن الأثير في احداث سنة 524: «و في هذهالسنة (524) ثاني ذي القعدة قتل الآمر بأحكامالله ابو علي بن المستعلي العلويّ صاحبمصر، خرج الى منتزه له، فلما عاد وثب عليهالباطنية فقتلوه لأنه كان سيّئ السيرة فيرعيته، و كانت ولايته تسعا