ولاية أبي عليّ بن الأفضل الوزارة ومقتله
و لما تقرّر الأمر على وزارة هزير الملوك،و خلع عليه أنكر ذلك الجند و تولّى كبر ذلكرضوان بن و نحش كبيرهم. و كان أبو عليّ بنالأفضل حاضرا بالقصر فحثّه برغش العادلعلى الخروج حسدا لصاحبه، و أوجد له السبيلإلى ذلك فخرج، و تعلّق به الجند و قالوا:هذا الوزير ابن الوزير، و تنصّل فلميقبلوا، و ضربوا له خيمة بين القصرين وأحدقوا به، و أغلقت أبواب القصر فتسوّروهو ولجوا من طيقانه. و اضطر الحافظ إلى عزلهزير الملوك، ثم قتله و ولى أبو عليّ أحمدبن الأفضل الوزارة، و جلس بدست أبيه و ردّالناس أموال الوزارة المقضية. و استبدّعلى الحافظ و منعه من التصرّف، و نقلالأموال من الذخائر و القصر إلى داره، وكان إماميّا متشدّدا فأشار عليه الإماميةبإقامة الدعوة للقائم المنتظر. و ضربالدراهم باسمه دون الدنانير و نقش عليها:الله الصَّمَدُ 112: 2 الإمام محمد، و هوالإمام المنتظر. و أسقط ذكر إسماعيل منالدعاء على المنابر، و ذكر الحافظ و أسقطمن الآذان حيّ على خير العمل. و نعت نفسهبنعوت أمر الخطباء بذكرها على المنابر. وأراد قتل الحافظ بمن قتله الآمر من إخوته.فإنّ الآمر أجحفهم عند نكبة الأفضل وقتلهم، فلم يقدر أبو عليّ على قتله فخلعه واعتقله. و ركب بنفسه في المواسم و خطبللقائم مموّها فتنكّر له أولياء الشيعةو عشرين سنة و خمسة أشهر، و عمره أربعا وثلاثين سنة، و هو العاشر من ولد المهديعبيد الله الّذي ظهر بسجلماسة و بنىالمهدية بإفريقية. و هو أيضا العاشر منالخلفاء العلويين من أولاد المهدي أيضا. ولما قتل لم يكن له ولد بعده، فولي ابن عمهالميمون عبد المجيد ابن الأمير أبي القاسمبن المستنصر باللَّه، و انما بويع لهلينظر في الأمر نيابة حتى يكشف عن حمل انكان للآمر فتكون الخلافة فيه و يكون هونائبا عنه. و مولد الحافظ بعسقلان لأن أباهخرج من مصر اليها في الشدة فأقام بها فولدابنه عبد المجيد هناك».