قيام حسن بن الحافظ بأمر الدولة و مكرهبأبيه و مهلكه
و لما هلك يأنس أراد الحافظ أن يخلى دستالوزارة ليستريح من التعب الّذي عرض منهمللدولة، و أجمع أن يفوّض الأمور إلى ولده،و فوّض إلى ابنه سليمان. و مات لشهرين،فأقام ابنه الآخر حسنا فحدّثته نفسهبالخلافة، و عزم على اعتقال أبيه، و داخلالأجناد في ذلك فأطاعوه، و أطلع أبوه علىأمره ففتك بهم يقال: إنه قتل منهم في ليلةأربعين، و بعث أبوه خادما من القصر لقتلهفهزمه حسن و بقي الحافظ محجورا، و فسد أمرهو بعث حسن بهرام الأرمني لحشد الأرمنليستظهر بهم على الجند، و ثاروا بحسن وطلبوه من أبيه، و وقفوا بين القصرين وجمعوا الحطب لإحراق القصر. و استبشعالحافظ قتله بالحديد فأمر طبيبه ابن فرقةعنه (1) في ذلك سنة تسع و عشرين.وزارة بهرام و رضوان بعده
و لما مات حسن بن الحافظ و رحل بهرام لحشدالأرمن اجتمع الجند و كان بهرام(1) هكذا بالأصل و المعنى مبتور و غير واضحو في «الكامل لابن الأثير ج 11 ص 23 «فاحضرطبيبين كانا له، أحدهما مسلم و الآخريهودي، فقال لليهودي: نريد سمّا نسقيهلهذا الولد ليموت، و نخلص من هذه الحادثة!فقال: انا لا اعرف غير النقوع و ماء الشعيرو ما شاكل هذا من الأدوية، فقال: أنا أريدما أخلص به من هذه المصيبة، فقال له: لاأعرف شيئا. فأحضر المسلم و أمره بذلك فصنعله شيئا فسقاه الولد فمات لوقته».