وصول القفجاق لخدمة السلطان
كان للقفجاق على قديم العهد هوى مع قومهذا السلطان و أهل بيته و كانوا يصهروناليهم غالبا ببناتهم و من أجل ذلكاستأصلهم جنكزخان و اشتدّ في طلبهم فلماعاد السلطان من واقعة أصبهان و قد هاله أمرالتتر رأى أن يستظهر عليهم بقبائل قفجاق وكان في جملته سبيرجنكش منهم فبعثه اليهميدعوهم لذلك و يرغبهم فيه فأجابوا و جاءتقبائلهم إرسالا و ركب البحر كوركان منملوكهم في ثلاثمائة من قرابته و وصل الىالوزير بموقان فشتى بها ثم جاء السلطانفخلع عليه و ردّه بوعد جميل في فتح دربند وهو باب الأبواب ثم أرسل السلطان لصاحبدربند و كان طفلا و أتابكه يلقب بالأسديدبر أمره فقدم على السلطان فخلع عليه وأقطع له و ملكه العمل على أن يفتح لهالدربند و جهز عساكر و أمراء فلما فصلوا منعنده قبضوا على الأسد و شنوا الغارة علىنواحي الباب و اعمل الأسد الحيلة و تخلص منأيديهم و تعذر عليهم ما أرادوه.
استيلاء السلطان على أعمال كستاسفى
كان علم الوزير يشكر أنّ السلطان أراد أنينتصح له ببعض مذاهب الخدمة فسار فيالعساكر و عبر نهر زاس (1) فاستولى علىأعمال كستاسفي من يد شروان شاه فلما عادالسلطان الى موقان أقطعها لجلال الدينسلطان شاه بن شروان شاه و كان أسيرا عندالكرج أسلمه أبوه اليهم على أن يزوّجوهبنت الملك رسودان بنت تاماد فلما فتحالسلطان بلاد الكرج استخلصه من الأسر ورباه و بقي عنده و أقطعه الآن كستاسفي وكان أيضا عند الكرج ابن صاحب ارزن الروم وكان تنصر فزوّجوه رسودان بنت تاماد فأخرجهالسلطان لما فتح بلاد الكرج ثم رجع الىردنّة و لحق بالكرج فوجد رسودان قد تزوّجت.
قدوم شروان شاه
كان السلطان ملك شاه بن البارسلان لما ملكارّان أطلق الغارة على بلاد شروان فوفدعليه ملكها أفريدون بن فرتبريز و ضمن حملمائة ألف دينار في السنة فلما ملك السلطانجلال الدين ارّان سنة اثنتين و عشرين وستمائة طلب شروان شاه أفريدون بالحملفاعتل بتغلب
(1) و في نسخة ثانية: نهر أذس.