أنّ السلطان مجفل الى الهند فكاتب الأشرفصاحب الشام و كيقباد صاحب الروم فوعدهم مننفسه الطاعة و هما عدوّا السلطان و منهاأنه كاتب قلج ارسلان التركماني فأمره بحفظحرم السلطان و خزائنه و لا يسلمها اليه وبعث في الكتاب له و الكباس قبله ليغزوالروم فلما مرّ السلطان بقلعته بعث اليهيستدعيه فوصل و حمل كفنه في يده فلاطفهالسلطان و كايده فظنها مخالصة فاطمأنّ والله تعالى ولىّ التوفيق.
استيلاء التتر على تبريز و كنجة
و لما اجفل السلطان بعد الكبسة من موقانالى ارّان بلغ الخبر الى أهل تبريز فثاروابالخوارزمية و أرادوا قتلهم و وافقهم بهاءالدين محمد بن بشير فاربك الوزير بعدالطغرياني و كان الطغرياني رئيس البلد كمامرّ فمنعهم من ذلك و عدوا على واحد منالخوارزمية و قتلوه فقتل به اثنين منالعامة و اجتهد في تحصين تبريز و حراستها وشحنها بالرجال و لم تنقطع كتبه عن السلطانثم هلك فسلمها العوام الى التتر ثم ثار أهلكنجة و سلموا بلدهم للتتر و كذا أهلببلغازة و الله أعلم.
نكبة الوزير و مقتله
لما وصل السلطان الى قلعة جاربرد بلغهاستيحاش الوزير و خشي أن يفرّ الى بعضالجهات فركب الى القلعة موريا بالنظر فيأحوالها و الوزير معه و أسرّ الى واليالقلعة أن يمسك الوزير و يقيده هنالك ففعلو نزل السلطان فجمع مماليك الوزير وكبيرهم الناصر قشتمر و ضمهم الى أوترخانثم نمي الى والي القلعة أنّ السلطانمستبدل منه فاستوحش و بعث بخاتم الوزيرالى قشتمر كبير المماليك يقول نحن وصاحبكم متوازرون فمن أحب خدمته فليأتالقلعة فسقط في يد السلطان و كان ابنالوالي في جملته و حاشيته فأمره السلطانأن يكاتب أباه و يعاتبه ففعل و أجابهبالتنصل من ذلك فقال له السلطان فليبعثاليّ برأس الوزير فبعث به و كان الوزيرمكرما للعلماء و الأدباء مواصلا لهم كثيرالخشية و البكاء متواضعا منبسطا في العطاءحتى استغرق أموال الديوان لو لا أنّالسلطان جذب من عنانه و كان فصيحا في لغةالترك و كانت عمالته على التواقيعالسلطانية الحمد للَّه العظيم و علىالتواقيع الديوانية يعتمد ذلك و علىتواقيعه الى بلاده أبو المكارم على بن أبيالقاسم خالصة أمير المؤمنين.