[تتمة الكتاب الثاني ...] [تتمة القول في أجيال العرب ...]
الطبقة الرابعة من العرب المستعجمة أهلالجيل الناشئ لهذا العهد من بقية أهلالدولة الإسلامية من العرب
لما استقلّت مضر و فرسانها و أنصارها مناليمن بالدولة الإسلامية، فيمن تبع دينهممن إخوانهم ربيعة و من وافقهم من الأحياءاليمنيّة، و غلبوا الملل و الأمم علىأمورهم، و انتزعوا الأمصار من أيديهم، وانقلبت أحوالهم من خشونة البداوة و سذاجةالخلافة إلى عزّ الملك و ترف الحضارة،ففارقوا الحلل و افترقوا على الثغورالبعيدة و الأقطار البائنة عن ممالكالإسلام، فنزلوا بها حامية و مرابطين عصباو فرادى. و تناقل الملك من عنصر إلى عنصر ومن بيت الى بيت، و استفحل ملكهم في دولةبني أميّة و بني العبّاس من بعدهمبالعراق، ثم دولة بني أمية الأخرىبالأندلس، و بلغوا من الترف و البذخ ما لمتبلغه دولة من دول العرب و العجم من قبلهم،فانقسموا في الدنيا و نبتت أجيالهم في ماءالنعيم، و استأثروا مهاد الدعة و استطابواخفض العيش، و طال نومهم في ظلّ الغرف والسلم، حتى ألفوا الحضارة و نسوا عهدالبادية و انفلتت من أيديهم الملكة التينالوا بها الملك، و غلبوا الأمم من خشونةالدين و بداوة الأخلاق، و مضاء المضرب.