ذوي حسان عرب السوس
و أمّا بنو مختار بن محمد فهم كما قدّمناه:ذوي حسان و الشبانات و الرقيطات. و منهمأيضا الجياهنة و أولاد أبو رية (1)، و كانتمواطنهم بنواحي ملوية إلى مصبه في البحرمع إخوانهم ذوي منصور و عبيد الله إلى أناستصرخهم علي بن يدر الزكندري صاحب السوسمن بعد الموحدين. و نسبه ابن عمه في عربالفتح. و كانت بينه و بين كزولة الظواعنببسائط السوس. و جباله فتنة طويلة استصرخلها بني مختار هؤلاء فصارخوه و ارتحلواإليه بظعونهم، و حمدوا مواطن السوس لعدمالمزاحم من الظواعن فيها فأوطنوها. و صارتمجالاتهم بقفرها و غلبوا كزولة و أصاروهمفي جملتهم و من ظعونهم و غلبوا على القصورالتي بتلك المواطن في سوس و نول. و وضعواعليها الأتاوات مثل تارودانت من سوس، و هيضفّة وادي سوس حيث يهبط من الجبل، و بينمصبه و مصب وادي ماسة حيث الرباط المشهورمرحلة إلى القبلة. و من هناك إلى زوايا أولاد بني نعمانمرحلة أخرى في القبلة على سائر البحر، وتواصت على وادي نول حيث يدفع من جبل نكيسةغربا، و بينها و بين إيفري مرحلة، و العربلا يغلبونها و إنما يغلبون على البسائط فينواحيها. و كانت هذه المواطن لعهدالموحّدين من جملة ممالكهم و أوسععمالاتهم. فلما انقرض أمر الموحدين حجبتعن ظل الدولة و خرجت عن إيالة السلطان إلاما كان بها لبني يدر هؤلاء الذين قدّمناذكرهم. و كان علي بن يدر مالكا لقصورها، وكان له من الجند نحو ألف فارس، و ولي منبعده عبد الرحمن بن الحسن بن يدر، و بعدهأخوه علي بن الحسن. و كان لعبد الرحمن معهم حروب و فتن بعداستظهاره بهم، و هزموه مرّات متتابعةأعوام خمس و سبعمائة و ما بعده، و غدر هوبمشيختهم و قتلهم بتارودانت سنة ثمان وسبعمائة من بعد ذلك. و كان لبني مرين علىهؤلاء المعقل السوس وقائع و أيام، و ظهريعقوب بن عبد الحق ببني مرين في بعضهاالشبانات على بني حسان و استلحم منهمعددا، و حاصرهم يوسف بن يعقوب بعدهافأمسكوها و أغرمهم ثمانية عشر(1) و في نسخة أخرى: أولاد برية