بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فمن بنى مسجداً في المنام فإن كان أهلاًللقضاء ناله، وكذلك إن كان موضعاً للفتوىوقد يدل في العالم على مصنف نافع تصنيفه،وفي الوراق على مصحف يكتبه، وفي الأعزبعلى نكاح وتزويج، ولطلاب المال والدنياعلى بناء يبنيه تجري عليه غلته وتدوم عليهفائدته، كالحمام والفندق والحانوت والفرنوالسفينة وأمثاله ذلك، لما في المسجد منالثواب الجاري مع كثرة الأرباح فيه فيصلاة الجماعة، ومجيء الناس إليه من كلناحية، ودخولها فيه بغير إذن. ومن كان في يقظته مؤثراً للدنياوأموالها، أو كان مؤثراً لآخرته علىعاجلته، عادت الأمثال الرابحة إلىالأرباح والفوائد في الدنيا له، أو إلىالآخرة والثواب في الآجلة التي هي مطلبهفي يقظته. وأما من هدم مسجداً فإنّه يجري في ضد منبناه، وقد يستدل على ابتذال حالته بالذييبنيه في مكانه أو يحدثه في موضعه من بعدهدمه، فإن بنى حانوتاً آثرِ الدنيا علىالآخرة، وإن بنى حماماً فسد دينه بسببامرأة، وإن حفر في مكانه حفيراً أثم من مكرمكره، أو من أجل جماعة فرقها عن العلموالخير والعمل، أو من أجل حاكم عزله، أورجل صالح قتله، أو مكان فيه من عطلة أونكاح معقود أفسده وأبطله. وإن رأى نفسه مجرداً من الثياب في مسجدتجرد فيما يليق به من دلائل المسجد، فإنكان ذلك في أيام الحج فإنّه يحج إن شاءالله، سيما إن كان يؤذن فيه، وإن كانمذنباً خرج مما هو فيه إلى التوبةوالطاعة، وإن كان يصلي فيه على غير حالةإلى غير القبلة بادي السوأة فإنّه يتجردإلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم منالمواسم فيحرم فيه ما أمله ويخسر فيه كل ماقد اشتراه وباعه، لفساد صلاته وخسارةتعبه. وقد يدل ذلك على فساد ما يدخل عليه فيغفلته من الحرام والربا إن لاق ذلك به.. وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمنتجرد فيه أو أذن، وإن لم يكن ذلك في أيامالحج بجوهره في ذلك ودليله، لأنّ الكعبةالتي إليها الحج فيه. وقد تدل على دارالسلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن مندخلها، وعلى دار العالم وعلى جامع المدينةوعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام،كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيها منالتحري وما يدخل على أهلها من الحراموالنقص والإثم، وكذلك كل الحرام بماالإنسان فيه مطلوب بالمحفظ من إتيانالمحرمات ومن التعدي على الحيوانات ومنإماطة الأذى. وأما جامع المدينة: فدال على أهلها،وأعاليه رؤساؤها، وأسافله عامتها،وأساطينه أهل الذكر والقيام بالنفع فيالسلطان والعلم والعبادة والنسك، ومحرابهإمام الناس، ومنبره سلطانهم أو خطيبهم،وقناديليه أهل العلم والخير والجهادوالحراسة في الرباط، وأما حصره فأهل الخيروالصلاح وكل من يجتمع إليه ويصلي فيه،وأما مأذنته فقاضي المدينة أو عالمها الذييدعي الناس إليه، ويرضى بقوله ويقتضىبهديه ويصار إلى أوامره ويستجاب لدعوتهويؤمن على دعائه، وأما أبوابه فعمالوأمناء وأصحاب شرط، وكل من يدفع عن الناسويحفظهم ويحفظ عليهم. فما أصاب شيئاً منهذه الأشياء، أو رأى فيه من صلاح أو فسادعاد تأويله على من يدل عليه خاصة أو عامة. الكعبة: ربما دلت على الصلاة لأنّها قبلةالمصلين، وتدل على المسجد والجامع لأنّهابيت الله، وتدل على من يقتدي به ويهتديبهديه ورجع إلى أمره ولا يخالف إلى غيره،كالإسلام والقرآن والسنن والمصحفوالسلطان والحاكم والعالم والوالد والسيدوالزوج والوالدة والزوجة، وقد تدل علىالجنة، لأنّها بيت الله. والجنة داره بهاويوصل إليها. وقد تدل على ما تدل عليهالجوامع والمساجد من المواسم والجماعاتوالأسواق والرحاب. فمن رأى الكعبة صارت داره سعى إليه الناسوازدحما على بابه لسلطان يناله أو علميعلمه أو امرأة شريفة عالية سلطانية أوناسكة تتزوجين. وإن كان عبداً فإنّ سيدهيعتقه لأنّ الله تعالى أعتق بيته من أيديالجبابرة.