وحكي أنَّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيتكأنني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملكفأخذ الطنفسة من تحتي فرص بها، ثم قعد علىالأرض. فقال ابن سيرين: هذه الرؤيا لم ترهاأنت وإنما رآها يزيد بن المهلب، وإن صدقترؤيا هزمه يزيد بن عبد الملك.
وأما اللواء: فمن رأى أنّه أعطي لواء وساربين يديه، أصاب سلطاناً، ولا يزال في ذويالسلطان بمنزلة حسنة. ومن رأى أنّ لواءهنزع منه، نزع من سلطان كان عليه. وقالالقيروانيِ الألوية والرايات دالة علىالملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلكالمظلة أيضاً. ومن رأى في يده لواء أوراية، فإنَّ ذلك يدل على الملك والولاية،وربما دل على العز والأمان مما يخافهويحذره من سلطان أو حاكم. وربما دل علىولاء الإسلام. وعلى ولادة الحامل الغلام،أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأىذلك.
الباب الثامن والأربعون
في أدوات الركبان والفرسان مثل السرجوالآكاف
والمركب واللجام والثفر واللبب والسوطوالرحالة والحزام والزمام والصولجانوالكرة والمقود والغاشية والهودج
الآكاف: امرأة أعجمية غير شريفة ولاحسيبة، تحل من زوجها محل الخادمة. وركوبالرجل الآكاف يدل على توبته عن البطالةبعد طول تنعمه فيها.
وأما السرج فيدل على امرأة ما لم يكنمسرجاً به، فإن كان مسرجاً به كان من أداةالدابة لا يعتد به. وقيل إنَّ السرج يدلعلى امرأة عفيفة حسناء غنية. وحكي أنّرجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي علىدابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه،وتخلصت أنا والدابة. فقال ابن سيرين: بئسالرجل أنت. إنّه يعرض لك أمر تخذل فيهامرأتك. فلم يلبث الرجل أن سافر مع امرأته،فقطع عليه اللصوص الطريق، فخلى امرأته فيأيديهم وأفلت نفسه.
وقيل أنّ السرج إصابة مال، وقيل إصابةولاية، وقيل بل هو استفادة دابة وقالبعضهم من رأى كأنّه ركب سرجاً نصر فيأموره.
وأما المركب: فمال رجل شريف ورياسة. وكثرةحليه ارتفاع الرياسة والذكر. وكون حليه منذهب لا يضر، ويدل على جارية حسناء. وكونهمن حديد قوة صاحب الرؤيا. وكونه من رصاصيدل على وهن أمره وديانته. وكونه من فضةمطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان.
وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدلعلى تواضع راكبه، وكونه باطنه خير منظاهره. واللبب ضبط الأمر. والمقود مال أوآداب أو علم يحجزه عن المحارم. واللجام حسنالتدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقادله بها ويطاع. والسرج إذا انفرد عن الدابة،فهو امرأة. ويدل على المجلس الشريفوالمقعد الرفيع. وإن كان على الدابة فهو منأدواتها. فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأةفهو فرجها، وقد يكون بطنها. وركابهافرجها، وحزامها صداقها، ولجامها عصمتها،والزمام مال وقوة.
والسوط: سلطان، وانقطاعه في الضرب ذهابالسلطان، وانشقاقه انشقاق السلطان. وضربالدابة بالسوط يدل على أنَّ صاحبه يدعوإلى الله تعالى في أمر. فإن ضرب رجلاًبالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين، فإنّهيعظه وينصحه. فإن أوجعه فإنّه يقبل الوعظ.فإن لم يوجعه لم يتعظ. وإن سال منه الدم عندالضرب فهو دليل الجور. وإن لم يسل فهو دليلالحق. فإن أصاب الضارب من دمه، فإنّه يصيبمن المضروب مالاً حراماً. واعوجاج السوطعند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هوفيه، أو على حمق الذي يستعين به في أمره.وإن أصابه السوط، تدل على الاستعانة برجلأعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله. فإن رأىكأنَّ سوطاً نزِل عليه من السماء وعلى أهلبلده، فإنَّ الله تعالى يسلط عليه أوعليهم سلطاناً جائراَ بذنب قد اكتسبوه،لقوله تعالى: " فَصبّ عَلَيْهِمْ رَبّكَسَوْطَ عَذَابٍ".
وأما الصولجان: فهو ولد أهوج، وقيل رجلمنافق معوج. واللعب به استعانة برجل هذهصفته.
والكرة: من أديم، رجل رئيس أو عالم، وقيلإنّ اللعب بالكرة مخاصمه، لأنّ من لعب بهاكلما أخذها ضرب بها الأرض.
وأما الغاشية: فمال أو خادم أو امرأة،وقيل إنّها غير محبوبة في المنام، لقولهتعالى: " فَآمِنُوا أنْ تأتِيَهُمْغَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ الله".