الباب الخامس والعشرون
في رؤيا الأمراض والأوجاع والعاهات
التي تبدو على أعضاء الإنسان
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الحمى لاتحمد في التأويل، وهي نذير الموت ورسوله.فكل من تراه محموماً، فإنّه يشرع في أمريؤدي إلى فساد دينه، ودوام الحمى اصرارعلى الذنوب. والحمى الغب،ذنب تاب منه بعدأن عوقب عليه. والنافض تهاون، والصالبتسارع إلى الباطل، وحمى الربع تدل علىأنّه أصابه عقوبة الذنب، وتاب منه مراراً،ثم نكث توبته، وقيل إنّ من رأى كأنّهمحموم، فإنّه يطول عمره، ويصح جسمه، ويكثرماله. وأما البرص، فإنّه إصابة كسوة من غيرزينة، وقيل هو مال. ومن رأى كأنّه أبلقأصابه برص، والثآليل مال نام بلا نهاية،يخشى ذهابه والجرب إذا لم يكن فيه ماء، فهوهم وتعب من قبل الأقرباء، وإن كان في الجربماء، فإنّه إصابة مال من كد. وقيل الجرب فيالفقراء يدل على ثروة، وفي الأغنياء يدلعلى رياسة. وقيل إذا رأى الجرب أو البرص فينفسه، كان أحب في التأويل من أن يراه فيغيره، فإنّه إن رآه في غيره، نفر عنه، وذلكلا يحمد في التأويل. والبثور إذا انشقتوسالت صديداً، دلت على الظفر والمدة. فيالبثور والجرب والجدري وغيرها، تدل علىمال ممدود. والجدري زيادة في المال. وكذلكالقروح. والحصبة اكتساب مال من سلطان مع هموخشية هلاك. فأمّا الحكة. الجسد، فتفقدأحوال القرابات وافتقادهم، واحتمال التعبمنهم. والدماميل مال بقدر ما فيها منالمدة. والدرن على الجسد والوجه كثرةالذنوب. وذهاب شعر الجسد، ذهاب المال.والرعشة في الأعضاء عسر. فإن رأى الرعشة فيرأسه. أصابه العسر قبل رئيسه. وفي اليمين،تدل على ضيق المعاش. وفي الفخذ، على العسرمن قبل العشيرة، وفي الساقين، تدل علىالعسر في حياته. وفي الرجلين، تدل علىالعسر في ماله. ومن رأى كأنّه سقي سماً،فتورم وانتفخ وصار فيه القيح، فإنّه ينالبقدر ذلك مالاً. وإن لم ير القيح، نال غماًوكرباً. وقيل السموم القاتلة تدل علىالموت. ومن رأى بجسده سلعة، نال مالاً.والشرى مال سريع في فرح، وتعجيل عقوبة.والطاعون يدل عليالحرب. وكذلك الحرب يدلعلى الطاعون. والعقر لا يحمد في النوم. ومنرأى أنه قد أُغشي عليه، فلا خير فيه ولايحمد في التأويل والقوة، تدل على اطهاربدعة تحل به عقوبة الله تعالى، وقيل عامةالأمراض، في الدين، لقول الله تعالى: "فيقُلُوبِهِمْ مَرَضٌ". إلا أنّها توجب صحةالبدن. فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب،أصابه جراحة. لقوله تعالى: " أوْ كُنْتُممَرْضَى أنْ تَضَعُوا أسلحتكم".
يعني جرحى. فإن رأى أنه مريض مشرف علىالنزع، ثم مات وتزوجت امرأته فإنه يموتعلى كفرفإن رأى امرأته مريضة، حسن دينهاولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاًبالدسم، ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولاخنزيراً لا جاموساً. ويستحب للمريض أن يرىنفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً، أو يرىالغنم والبقر من بعيد، أو يرى الاغتسالبالماء، فهذه كلها دليل الشفاء والعافيةللمريض. وكذلك لو رأى كأنه شرب ماء عذباً،أو لبس أكليلاً، أو صعد شجرة مثمرة، أوذروة جبل. فإن رأى فيسه نقصاناً من مرض،فهو قلة دين، وقيل أنّ رؤية المريض، دليلالفرج والظفر وإصابة مال لمن كان مكروباً.وأما في الأغنياء، فيدل على الحاجة، لأنّالعليل محتاج. ومن أراد سفراً، فرأى كأنهمريض، فإنه يعوقه في سفره عائق، لأنالمرضى ممنوعون عن الحركة. ومن رأىنقصاناً في بعض جوارحه، فهو نقصان فيالمال والنعمة.
والورم في النوم، زيادة في ذات اليد، وحسنالحال، واقتباس العلم، وقيل هو مال بعد هموكلام، وقيل هو حبس أو أذى من جهة سلطان.
والهزال هو نقص مال، وضعف الحال. وأماالتخمة فدليل أكل الربا وأما الجذام، فمنرأى أنه مجذوم، فإنه يحبط عمله بتجرئه علىالله تعالى، ويرمى بأمر قبيح. وهو بريءمنه. فإن رأى كأن الجذام أظهر في جسدهزيادة أو ورماً، فهو مال باق، وقيل هو كسوةمن ميراث. ومن رأى كأنه في صلاته وهو مجذومدلت رؤياه على أنه ينسى القرآن.