والأعرج لا يحسن حرفة، ولا يتكل على مالناقص يكون عيشه من ذلك، فإن رأى رجل امرأةعرجاء، فإنّه ينال أمراً ناقصاً. وإذا رأتامرأة رجلاً أعرج، نالت أمراً ناقصاً.والشيخ الأعرج جد الرجل أو صديقه، وفيهنقص. فإن رأى إنسان أنّه يمشي برجل واحدةوقد وضع إحداهما على الأخرى، فإنّهيخبىء نصف ماله ويعمل بالنصف الآخر.
وأما الكي: فله وجوه. فمن رأى به أثر كيعتيق أو حديث ناتىء عن الجلد فإنّه يصيبدنيا من كنز. فإن عمل بها في طاعة الله عزّوجل، فاز. وإن عمل بها في معصية اللهّ، كويبذلك الكنز الذي كان يجمع في الدنيا يومالقيامة، لقوله تعالى "فَتَكْوَى بهاجِبَاهُهُم وَجنوبُهُم". وقيل إنّ أثرالكي العتيق والجديد، إذا كان قد تقشرتالقرفة منه، فلم تؤلمه، فهو أعظم الدواءوأبلغه وأقواه، فعند ذلك يجري مجرىالدواء. وقيل الكي كلام موجع، وقيل الكيالمستدير، ثبات في أمر السلطان أو ملكبخلاف السنة. وقيل الكي يدل على التزويج أوعلى الولادة.
وروي أنّ أبا بكر رضي الله عنه قال: يارسول اللهّ، رأيت في المنام كأنّ في صدريكيتين. فقال صلّى الله عليه وسلّم: "يلي أمرالدنيا سنتين".
وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ بنيها قد مرضوافرمدت عيناها.
ورأى رجل كأنّه مريض وليس له طبيب يعالجه،وكان له مع آخر خصومة 0 فعرض له أنّ خصمهغلبه، والمرض دليل خصم، والطبيب معوانعليه.
ورأى رجل كأنّ أباه قد مرض، فعرض له وجع فيرأسه، وذلك أنّ الرأس تدل على الأب.
وأما قحل الوجه وتشققه، فهو قلة حيائهومائه. فمن رأى أنّ وجهه طري صبيح، فإنّهصاحب حياء. والسماجة فيه عيب، والعيبسماجة. ورأى رجل كأنّ الوباء قد نزل بالناسوالمواشي، فسأل المعبر عنه، فقال: إنّ ملكعصرنا يقصم رجالاً أو يحبسهم أو يؤذيالمستورين.
وكان بعض الملوك ظالماً جباراً، فرأى رجلمن الصالحين هذا الملك قد قبح، ورد وجههعلى دبره، وقد عرج وقطعت يداه ورجلاه،وسمع تالياً يتلو: "ألَمْ تَرَ كَيْفَفَعَلَ رَبكَ بِعَادٍ. إرَمَ ذَاتِالعِمَاد". فقص رؤياه على معبر، فقال: إنالملك سيهلك، كما أهلك عاد. فبعد عشرينيوماً ذهب ملكه وماله، وأهلكه الله تعالىوكفى الناس شره.
الباب السادس والعشرون
في المعالجات والأدوية والأشربةوالحجامة والفصد
كل شراب أصفر: اللون في الرؤيا فهو دليلالمرض، وكل دواء سهل المشرب والمأكل فهودليل على شفاء المريض، وللصحيح اجتناب مايضره. وأما الدواء الكريه الطعم الذي لايكاد يسيغه، فهو مرض يسير يعقبه برء. وقيلانّ الأشربة الطيبة الطعم السهلة المشربوالماكل، صالحة للاغنياء بسبب التفسح،وأما للفقراء فهو رديء لأنّهم لا يمدونأعينهم إليه إلا بسبب مرض يعرض لهمويِضطرهم إلى شربها. وأما السويق فحسن دينوسفر في بر لقوله تعالى: "وتَزَوّدوا فإنّخَيْرَ الزَّادِ التّقْوى" ومن رأى كأنّهشرب دواء: فنفعه فهو صالح في دينه، وشربالفقاع منفعته من قبل خادم، أو خدمة من قبلرجل شديد، وذهاب غم. وليس تأويل ما يخرج منالإنسان كتأويل ما يخرج بغير الدواء منالأحداث.