بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وأما الهزيمة، فللكفار هي بعينها، لقولهتعالى: "وَقَذَفَ في قُلُوبِهِمْالرًّعْبَ". وللمؤمنين ظفر في الحرب. ومنرأى جنداً عادلين دخلوا بلدة منهزمين،رزقوا النصر والظفر وإن كانوا ظالمين حلتبهم عقوبة ومن رأى الفرار من الموت أوالقتل، دل على قرب أجله. لقولْه تعالى: "قلْلنْ يَنْفَعَكُم الفِرَارُ إنْ فَرَرْتمْمِنْ المَوتِ أو القَتْل" الآية. وقيل إنّالفرار منِ العدو أمن وبلوغ مراد. لقولهتعالى: "فَفرَرْت مِنْكُمْ لَمّاخِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لي رَبِّي حُكْماً".ومن دعا رجلاً وهو يفر منه، فإنّه لا يقبلقوله ولا يطيعه، لقوله تعالى: "فَلَمْيَزدنيْ دُعَائي إلا فرَاراً". وقيلالفرار أمان، لقوله تعالى: "فَفِروا إلىالله انِّي لَكمْ مِنْهُ نذِيرٌ مُبِين".ومن اختفى من عدوه فإنّه يظفر به. فإن اطلععليه العدو أصابته نائبة من عدوه فإنارتعد أو ارتعش أو ارتخت مفاصله، أصابه همولا يقوى به. ورؤية الخيل يتراكضون في بلدهأو محله فإنها أمطار وسيول. والخوف أمن،والأسر هم شديد. وأما القيد، فإنّ رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم قال: أحب القيد وأكثره الغل،والقيد ثبات في الدين. فإن كان من فضة، فهوثبات في أمر التزويج، وإن كان من صفر،فثبات في أمر مكروه. وإن كان من رصاص،فثبات في أمر فيه وهن وضعف. وإن كان حبلاًفهو ثبات في الدين، لقوله تعالى:"واعْتَصِمُوا بِحَبْل الله". وإن كان منخشب، فهو ثبات في نفاق. وإن كان من خرقة أوخيط، فهو مقام في أمر لا دوام له. وإن كان المقيد صاحب دين أو في مسجد، فهوثباته على طاعة الله تعالى وإن كان ذاسلطان ورأى مع ذلك تقلد سيف، فهو ثباته علىطاعة الله تعالى. وإن كان من أبناء الدنيا،فهو ثباته في عصارتها. والقيد للمسافرعاقة عن سفره، وللتجار متاع كاسد يتقيدونبه. والمهموم دوام همه. وللمريض طول مرضه.ومن رأى أنّه مقيد في سبيل اللهّ، فهويجتهد في أمر عياله مقيماً عليهم. وإن رأىأنّه مقيد في بلدة أو في قرية، فهومستوطنها فإن رأى أنّه مقيد في بيت، فهومبتلي بامرأة. فإن رأى القيد ضيقاً فإنّهيضيق عليه الأمر فيها. والقيد للمسروردوام سروره وزيادته. وإن كان المقيد رأىأنّه ازداد قيداً آخر، فإن كان مريضاًفإنّه يموت فيه. وإن كان في حبس طال حبسه.ومن رأى أنّه مرِبوط إلىِ خشبة، فإنّهمحبوس في أمر رجل منافق. ومن رأى أنّه مقيدوهو لابس ثياباً خضراً، فمقامه في أمرالدين واكتساب ثواب عظيم الخطر، وإن كانتبيضاء، فمقامه فى أمر علم وفقه وبهاءوجمال. فإن كانت حمراء، فمقامه في أمر لهووطرب. وإن كانت صفراء، فمقامه في مرض. ومنرأى أنّه مقيد بقيد من ذهب، فإنّه ينتظرمالاً قد ذهب له. فإن رأى أنّه مقيد في قصرمن القوارير، فإنّه يِصحب امرأة جميلةوتدوم صحبتها معه. وإن كان على سفر أقامبسبب امرأة. ومن رأى أنّه مقرون مع رجل آخرفي قيد، دل على أكتساب معصية كبيرة يخافعليها انتقام السلطان. لقوله تعالى:"وتَرَى المُجْرِمينَ يَوْمئِذٍمُقَرَّنِينَ في الأصْفَادِ". وقيل أنّالقيد في الأصل هرم وفقر. وقال بعضهم أنّالمقيد يدل على السفر، لأنه يغير المشية. وأما الغل: فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه،فإنّه يصيب مالاً لا يؤدي زكاته. وقيل إنّه يمنع عن معصية. فإن رأى كأنّيديه مغلولتان دل على شدة بخله. فإن كانالغل من ساجور وهو الذي حوله حديد ووسطهخشب، دل على نفاقه. ومن رأى أنّه مقيدمغلول، فهو كافر يدعي إلى الإسملام. ومنرأى أنِّه أخذ وغل، فإنّه يقع في شدة عظيمةمن حبس أو غيره، لقّوله تعالى: "خُذُوهُفغُلوهُ". وأتت ابن سيرين امرأة فقالت: رأيت رجلاًعليه قيد وغل وساجور، فقال لها: الغلوالسماجور من خشب، فهذا رجل يدعي أنّه منالعرب وليس بصادق في دعواه. فكان كما قال. وحكي أنّ الإمام الشافعي رأى في الحبسكأنّه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي اللهعنه على قفاه، فبلغت رؤياه بعض المعبرينفقال: إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكرهويرتفع صيته، فبلغ أمره إلى ما بلغ. وأتى ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلبفقال: رأيت كأنّ قتادة مصلوب، فقال: هذارجل له شرف وهو يسمع منه. فكان قتادة في تلكالأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد،ويحملهم على القعود