بيان أن الفتور عن طلب السعادة حماقة - میزان العمل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

میزان العمل - نسخه متنی

ابوحامد محمد بن محمد الغزالی الطوسی‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ الإمام الهمام، حجة الإسلام،زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمدالغزالي الطوسي، رضي الله تعالى عنهوأرضاه: لما كانت السعادة التي هي مطلوبالأولين والآخرين لا تنال إلا بالعلموالعمل، وافتقر كل واحد منهما إلى الإحاطةبحقيقته ومقداره، ووجب معرفة العلموالتمييز بينه وبين غيره بمعيار، وفرغنامنه، وجب معرفة العمل المسعد، والتمييزبينه وبين العمل المشقي. فافتقر ذلك أيضاًإلى ميزان، فأردنا أن نخوض فيه ونبين أنالفتور عن طلب السعادة حماقة، ثم نبيّنالعلم وطريق تحصيله، ثم نبيّن العملالمسعد وطريقه. وكل ذلك بطريقة تترقى عن حدطريق التقليد إلى حد الوضوح، لو استقصىبحقيقته وطوّل الكلم فيه ارتقى إلى حدالبرهان على الشروط التي ذكرناها في"معيار العلم". وإن كنا لسنا نطوّل الكلامبه، ولكن نرشد إلى أصوله وقوانينه.

بيان أن الفتور عن طلب السعادة حماقة

السعاة الآخروية التي نعني بها بقاء بلافناء، ولذة بلا عناء، وسرور بلا حزن، وغنىبلا فقر، وكمال بلا نقصان، وعز بلا ذل،وبالجملة كل ما يتصوّر أن يكون مطلوب طالبومرغوب راغب، وذلك أبد الآباد، وعلى وجهلا تنقصه تصرم الأحقاب والآماد، بل لوقدّرنا الدنيا مملوءة بالدّرر، وقدّرناطائراً يختطف في كل ألف سنة حبة واحدةمنها، لفنيت الدّرر ولم ينقص من أبدالآباد شيء، فهذا لا يحتاج إلى استحثاثعلى طلبه، وتقبيح الفتور فيه بعد اعتقادوجوده، إذ كان عاقل يتسارع إلى أقل منه،ولا يصرف عنه كون الطريق إليه متوعراً،ومحوجاً إلى ترك لذات الدنيا، واحتمالأنواع من التعب هنا. فإن المدة في احتمالالتعب منحصرة، والفائت فيها قليل. واللذاتالدنيوية منصرمة منقضية. والعاقل يتيسرعليه ترك القليل نقداً في طلب أضعافهنسيئة. ولذلك ترى الخلق كلهم في التجاراتوالصناعات، وحتى في طلب العلم، يحتملون منالذل والخسران، والتعب والنصب، ما يعظممقاساته طمعاً في حصول لذة لهم فيالمستقبل، تزيد على ما يفوتهم في الحالزيادة محدودة، فكيف لا يسمحون بتركه فيالحال للتوصل إلى مزايا غير مقدرة ولامحدودة. ولم يخلق في الدنيا عاقل هو حريصعلى طلب المال، كلف بذل الدينار وانتظارشهر ليعتاض منه بعد مضي الشهر الإكسيرالأعظم الذي يقلّب النحاس ذهباً إبريزاً،إلا تسمح نفسه ببذله، وإن كان ذلك فواتاًفي الحال. حتى أن من لم يحتمل ألم الجوعمثلاً، في مثل هذه المدة ليتوصل به إلى هذهالنعم الجسيمة، لم يعدّ عاقلاً، ولعل ذلكلا يتصور وجوده في الخلق، مع أن الموت وراءالإنسان بالمرصاد، والذهب لا ينفع فيالآخرة. وربما يموت في الشهر أو بعد الشهربيوم فلا ينتفع بالذهب. وكل ذلك لا يفتررأيه في البذل، طمعاً في هذا العوض. فكيفيفتر رأي العاقل في مقاساة الشهوات، فيأيام العمر وأقصاها مائة سنة، والعوضالحاصل عنها سعادة لا آخر لها؟ ولكن فتورالخلق عن سلوك طريق السعادة لضعف إيمانهمباليوم الآخر، وإلا فالعقل الناقص قاضبالتشمير لسلوك طريق السعادة فضلاً عنالكامل.

بيان أن الفتور عن طلب الإيمان به حماقة

/ 69