امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
مهما كانت هذه الحقيقة واضحة بيّنة.الآية التّالية تلقي الضوء على حقيقةمرّة اخرى بشأن هذه الزمرة المنافقة وتقول: وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُواقالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلا بَعْضُهُمْإِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُعَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَرَبِّكُمْ أَ فَلا تَعْقِلُونَ؟! منالمحتمل أيضا أن تتحدث هذه الآية في صدرهاعن المنافقين من اليهود الذين يتظاهرونبالايمان لدى لقائهم بالمسلمين، و يبرزونإنكارهم عند لقائهم بأصحابهم، بل يلومونأولئك اليهود الذين يكشفون للمسلمين عمّافي التوراة من أسرار.هذه الآية- على أي حال- تأييد للآيةالسابقة، التي نهت المسلمين عن عقد الأملعلى إيمان مثل هؤلاء القوم.عبارة بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قدتعني الميثاق الإلهي الذي كان محفوظا لدىبني إسرائيل. و قد تشير إلى الأسرارالإلهية المرتبطة بالشريعة الجديدة.و يتضح من الآية أن إيمان هذه الفئةالمنافقة من اليهود، كان ضعيفا إلى درجةأنهم تصوروا اللّه مثل إنسان عاديّ، وظنوا أنهم إذا أخفوا شيئا عن المسلمينفسيخفى عن اللّه أيضا.لذلك تقول الآية التالية بصراحة: أَ وَ لايَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مايُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ؟!