إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِشَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِيالسَّماءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْفِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَإِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)
التّفسير
علم اللّه و قدرته المطلقة
هاتان الآيتان تكمّلان الآيات السابقةالتي قرأنا فيها أنّ اللّه تعالى حيّ وقيّوم و هو مدبّر الكون بأجمعه و سيعاقبالكافرين المعاندين (حتّى لو لم يظهرواكفرهم و عنادهم) و من البديهي أنّ هذهالإحاطة و القدرة لتدبير العالم بحاجة إلىعلم غير محدود و قدرة مطلقة، و لهذا أشارتالآية الأولى إلى علم اللّه تعالى، و فيالآية الثانية إلى قدرته المطلقة.في البداية تقول الآية الشريفة إِنَّاللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌفِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ.فكيف يمكن أن يختفي عن أنظاره شيء منالأشياء في حين أنّه حاضر و ناظر في كلّمكان، فلا يخلو منه مكان، و بما أنّ وجودهغير محدود، فلا يخلو منه