بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
مكان معين، و لهذا فهو أقرب إلينا من كلّشيء حتّى من أنفسنا، و في نفس الوقت الذييتنزّه فيه اللّه تعالى عن المكان والمحل، فإنّه محيط بكل شيء، و هذهالإحاطة و الحضور الإلهي بالنسبة لجميعالمخلوقات بمعنى (العلم الحضوري) لا (العلمالحصولي) «1».ثمّ تبيّن الآية التالية واحدة من علم وقدرة اللّه تعالى الرائعة، بل هي فيالحقيقة إحدى روائع عالم الخلقة و مظهربارز لعلم اللّه و قدرته المطلقة حيث تقولالآية هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِيالْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ ثمّ تضيف لاإِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ.إنّه لأمر عجيب و محيّر حقّا أن يصوّراللّه الإنسان و هو في رحم أمّه صورا جميلةو متنوّعة في أشكالها و مواهبها و صفاتها وغرائزها.و هذه الآية تؤكّد أنّ المعبود الحقيقيليس سوى اللّه القادر الحكيم الذي يستحقّالعبادة، فلما ذا إذن يختارون مخلوقاتكالمسيح عليه السّلام و يعبدونها، و لعلّهذه العبارة إشارة إلى سبب النزولالمتقدّم في بداية السورة من أنّالمسيحيّين أنفسهم يوافقون على أنّالمسيح كان جنينا في بطن أمّه مريم، ثمّتولّد منها، إذن فهو مخلوق و ليس بخالقفكيف يكون معبودا؟!
بحوث
1- مراحل تطوّر الجنين من روائع الخلق
إنّ عظمة مفهوم هذه الآية تجلّت اليومأكثر من ذي قبل نتيجة للتقدّم الكبير 1- العلم الحضوري: يعني أن يكون المعلومذاته حاضرا عند العلم. أمّا في العلمالحصولي فإنّ الحاضر عند العالم هو صورةالمعلوم و رسمه، فمثلا أنّ علمي بنفسي علمحضوري لأنّ نفسي ذاتها حاضرة في نفسي،أمّا بالنسبة للموجودات الأخرى فعلمنابها حصولي، لأنّ صورتها فقط هي الحاضرة فيأذهاننا.