امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 2

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يمكن الاستنتاج من أُوتُوا نَصِيباً مِنَالْكِتابِ أنّ ما كان بين أيدي اليهود والنصارى من التوراة و الإنجيل لم يكنكاملا، بل كان قسم منهما بين أيديهم،بينما كان القسم الأعظم من هذين الكتابينالسماويّين قد ضاع أو حرّف.

هذه الآية تؤيّدها آيات أخرى في القرآن،كما أنّ هناك شواهد و دلائل تاريخية تؤكّدما ذهبنا إليه.

و في الآية الثانية شرح سبب عصيانهم وتمردّهم، و هو أنّهم كانوا يحملون فكرةخاطئة عن كونهم من عنصر ممتاز، و هم اليومأيضا يحملون هذه الفكرة الباطلة الواضحةفي كتاباتهم الدالّة على الاستعلاءالعنصري.

كانوا يظنّون أنّ لهم علاقة خاصّة باللّهسبحانه، حتّى أنّهم سمّوا أنفسهم «أبناءاللّه» كما ينقل القرآن ذلك على لساناليهود و النصارى في الآية 18 من سورةالمائدة قولهم: نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِوَ أَحِبَّاؤُهُ. و بناء على ذلك كانوايرون لأنفسهم حصانة تجاه العقوباتالربّانية، و كانوا ينسبون ذلك إلى اللّهنفسه. لذلك كانوا يعتقدون أنّهم لنيعاقبوا على ذنوبهم يوم القيامة إلّالأيّام معدودات: قالُوا لَنْ تَمَسَّنَاالنَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ.

و لعلّ القصد من «الأيام المعدودات» هيالأربعون يوما التي عبدوا فيها العجل فيغياب موسى عليه السّلام، و كان هذا ذنبا لميكونوا هم أنفسهم قادرين على إنكاره.

أو لعلّها أيّام قليلة من أعمارهمارتكبوا فيها ذنوبا كبيرة غير قابلةللإنكار، و لم يستطيعوا حتّى على إخفائها.

هذه الامتيازات الكاذبة المصطنعة، التيأسبغوها على أنفسهم و نسبوها إلى اللّه،صارت شيئا فشيئا جزءا من معتقداتهم بحيثإنّهم اغترّوا بها و راحوا يخالفون أحكاماللّه و يخرقون قوانينه مجترئين عليهاجرأة لا مزيد عليها وَ غَرَّهُمْ‏

/ 780